• فالحاصل: أنه إنسان مبهم مجهول الجهالتين؛ غائب الحالين. وقد روى هذا الحديث عن موسى بن أبى عائشة: شعبة ومسعر وأبو عوانة وعمرو بن سعيد الثورى كلهم قال: (عن مولى لأم سلمة) وتابعهم سفيان الثورى على هذا أيضًا؛ لكن اختلف عليه فيه، فرواه عنه الثقات الأثبات على الوجه الماضى، وخالفهم بعضهم، ورواه عنه فقال: (عن موسى بن أبى عائشة عن سفينة مولى أم سلمة عن أم سلمة به ... ) فسمى فيه مولى أم سلمة بـ (سفينة) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢٣/ رقم ٦٨٩]. وجاء آخر، ورواه عن الثورى فقال: (عن موسى بن أبى عائشة عن عبد الله بن شداد عن أم سلمة به ... )، هكذا أخرجه الدارقطنى في "الأفراد" كما ذكره الحافظ في النكت الظراف [١٣/ ٤٦]، وكذا أخرجه في العلل أيضًا [١٥/ ١٥٩]، ومن طريقه الخطيب في "تاريخه" ٤/ ٣٩]. ثم جاء ثالث، ورواه عن الثورى فقال: (عن الثورى عن منصور بن المعتمر عن الشعبى عن أم سلمة به ... ). هكذا أخرجه الطبراني في "الصغير" [٢/ رقم ٧٣٥]، والإسماعيلى في "معجم الشيوخ" [٢/ رقم ٢٥٥]، وأبو نعيم في "أخبار أصبهان" [٢/ ٣٩]، وغيرهم. قلتُ: وكل تلك الألوان غير محفوظة عن الثورى أيضًا. • والصواب: هو ما رواه عنه وكيع وابن مهدى وعبد الرزاق وأبو نعيم الملائى وغيرهم من الثقات الحفاظ الأثبات كلهم عن الثورى عن موسى بن أبى عائشة عن مولى لأم سلمة عن أم سلمة به. وللحديث: شاهد عن أبى الدرداء عند الطبراني في "الدعاء" [رقم ٦٧٠]، وسنده ضعيف منقطع، وقد تساهل الحافظ وحسن الحديث بهذا الشاهد في "نتائج الأفكار" [٢/ ٣٣١].=