ثم قال الهيثمى: "وفيه أيضًا: غسان بن الربيع ضعفه الدارقطنى مرة، وقال مرة: صالح، وذكره ابن حبان في الثقات". قلتُ: وغسان صدوق على التحقيق. وقد توبع يزيد بن أبى حبيب عليه: تابعه: ابن لهيعة القاضى عند أحمد بن منيع في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [١/ ٣٣٢/ طبعة دار الوطن]، وعنده "ثنا أبو النضر عمن رأى عثمان بن عفان ... ". وهذا ظاهر في الانقطاع. وقد اختلف في سنده على الليث بن سعد، فرواه عنه غسان بن الربيع - وهو صدوق متماسك - عند المؤلف. وتابعه يونس بن محمد المؤدب - الثقة المأمون - عند الحارث في "مسنده" كلاهما روياه عنه على الوجه الماضى. وخالفهما عاصم بن على بن عاصم الواسطى، فرواه عن الليث فقال: عن يزيد بن أبى حبيب عن رجل: "أن عثمان بن عفان دعا بوضوء ... ". ثم ذكره. هكذا أخرجه أبو عبيد في كتاب الطهور [رقم/ ٦٤]، قال: حدثنا محمد المروزى، ثنا عاصم بن على، ثنا ليث بن سعد به .. قلتُ: المحفوظ: هو الوجه الأول. وعاصم: صدوق في الأصل، لكنه صاحب أغلاط وأوهام، ولم يصح تكذيب ابن معين له، وقد يقال: لعلَّ هذا الرجل المبهم هو نفسه سالم أبى النضر، وتكون رواية عاصم من قبيل المبهم الذي فستَرتْه رواية غسان بن الربيع وصاحبه يونس المؤدب. وهذا محتمل. وقد خولف ابن لهيعة وابن أبى حبيب في سنده، خالفهما الثورى، فقال: عَنْ سَالمٍ أبِى النَّضْرِ عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعيدٍ قَالَ: "أتَى عُثْمَانُ المُقَاعِدَ، فَدَعَا بوَضُوءٍ فَتَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثلاثًا وَيَدَيْه ثَلاثًا ثلاثًا، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأسِهِ وَرَجْلَيْهِ ثَلاثًا ثَلاثًا، ثُمَّ قَالَ رَأيْتُ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - هَكَذَا يَتَوَضَّأ، يَا هَؤُلَاءِ: أكَذَاكَ؟ قَالُوا: نَعَم، لِنَفَرٍ مِن أصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عِنْدَهُ". =