قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١/ ١٤٠]: "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". قلتُ: لو سلم من الإعلال ما كان إلا سنده حسنًا وحسب، فإن محمد بن عمرو مختلف فيه، لكنه صدوق متماسك على التحقيق؛ وقد خولف في إسناده، خالفه يحيى بن أبى كثير اليمامى الثقة الإمام الحافظ - وهو أثبت منه لا ريب، - فرواه عن أبى سلمة فقال: عن زينب بنت أم سلمة عن أم سلمة به نحوه ... باختصار يسير في ألفاظه؛ ودون قوله: (ذاك ما كتب على بنات آدم) فزاد فيه واسطة بين أبى سلمة وأم سلمة، هكذا أخرجه البخارى ومسلم وجماعة كثيرة، وقد مضى سابقًا [برقم ٦٩٩١]. وهذا هو المحفوظ عن أبى سلمة؛ وهو الذي جزم به ابن عبد البر في "التمهيد" [٣/ ١٦٥ - ١٦٦]، فقال: (والقول عندهم: قول يحيى بن أبى كثير، وهو أثبت من محمد بن عمرو في أبى سلمة، وقد أدخل بين أبى سلمة وأم سلمة: "زينب بنت أم سلمة" وهو الصواب). قلتُ: والحديث صحيح على كل حال؛ ولقوله: (ذاك ما كتب على بنات آدم) شاهد صحيح من حديث عائشة مضى [برقم ٤٧١٩]. ٧٠١٦ - صحيح: أخرجه أحمد [٦/ ٣١٩]، وابن راهويه [١٩٢٤]، والحارث في "مسنده" [١/ رقم ١٠٢/ زوائد الهيثمى]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٥٢١، ٥٢٢، ٥٢٣]، وابن المنذر في "الأوسط" [١/ رقم ٢٩٦]، من طريقين عن عمار بن أبى معاوية عن أبى سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة به نحوه. قلتُ: وهذا إسناد صحيح؛ رجاله كلهم رجال "الصحيح" وعمار بن أبى معاوية: هو المعروف بـ (عمار الدهنى) الثقة المشهور؛ وقد توبع عليه: تابعه عنبسة بن عمار الدوسى على نحوه عن أبى سلمة عن أم سلمة به ... =