قلتُ: بل هو ضعيف معلول، قال أبو محمد الفارسى في "المحلى" [٢/ ٢٧١]: (حديث منكر؛ لأنه ليس هو في كتب حماد بن سلمة - يعنى: بهذا التمام - وأيضًا؛ فإنه منقطع، لم يسمعه ذكوان من أم سلمة؛ برهان ذلك: أن أبا الوليد الطيالسى روى هذا الخبر عن حماد بن سلمة عن الأزرق بن قيس عن ذكوان عن عائشة عن أم سلمة ... ) وساق الحديث نحو سياق المؤلف؛ لكن دون قول أم سلمة في آخره: (فقلتُ: يا رسول الله: أفنقضيهما إذا فاتتا؟! قال: لا). ثم قال أبو محمد: "فهذه هي الرواية المتصلة، وليس فيها "أفنقضيهما نحن؟ قال: لا" فصح أن هذه الزيادة لم يسمعها ذكوان من أم سلمة، ولا ندرى عمن أخذها؟! فسقطت". قلتُ: وهذا كلام جيد مستقيم؛ ورواية أبى الوليد الطيالسى التى ذكرها: قد أخرجها: الطحاوى في "شرح المعانى" [١/ ٣٠٢]، بإسناد صحيح إليه. وهكذا رواه هدبة بن خالد وسليمان بن حرب وعبد الملك الجدى وغيرهم عن حماد بن سلمة مثل رواية الطيالسى؛ ورواه بعضهم عن حماد فقصر به، ولم يذكر فيه (أم سلمة) وجعله من "مسند عائشة" وقول الجماعة عن حماد أصح وأولى؛ كما شرحنا ذلك في "غرس الأشجار". والحديث: صحيح ثابت من طرق عن أم سلمة به نحوه ... دون تلك الزيادة المشار إليها في آخره، وقد ضعفها البيهقى في "المعرفة" أيضًا [٣/ ٤٢٥ - ٤٢٦]. ولتلك الزيادة: شاهد منكر الإسناد من حديث عائشة، خرجناه في "غرس الأشجار" وقد تجلد الزين بن رجب في تقوية تلك الزيادة المنكرة، راجع كلامه في "فتح البارى" [٣/ ٣٠٥ - ٣٠٦]، وقد ناقشناه في المصدر المشار إليه. ٧٠٢٩ - ضعيف: مضى سابقًا [برقم ٦٩١٦].