قال البوصيري في "إتحاف الخيرة" [١/ ٧٩] "هذا إسناد ضعيف، لضعف عبد الله بن لهيعة". وقال الهيثمى في "المجمع" [١/ ٦١٨] بعد أن عزاه لأحمد والطبراني والمؤلف: "وفيه ابن لهيعه، وهو ضعيف". قلتُ: وهو كما قالا؛ لكن ابن لهيعة لم ينفرد به عن دراج، بل تابعه عليه عمرو بن الحارث المصري به نحوه ... أخرجه الحاكم [٤/ ٣٢١]، والبيهقي في "الشعب" [٦/ رقم ٧٧٧٤]، والطبراني في "الكبير" [٢٣/ رقم ٧١٠]، من طرق عن عبد الله بن وهب عن عمرو بن الحارث بإسناده به نحوه ... وهو عند الطبراني بالمرفوع منه فقط. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف أيضًا، مداره على دراج أبي السمح وشيخه: ١ - أما دراج: فهو شيخ ضعيف على التحقيق، وقد شرحنا حاله في مواضع علقناها في (مسند أبي سعيد الخدري) فراجع تعليقنا على الحديث الماضي [١١٠٩] و [١٢٧٥] و [رقم ١٣٢٩]. ٢ - وأما شيخه: السائب مولى أم سلمة: فهو رجل مجهول الحال، لم يرو عنه سوى دراج وحده، وانفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" وقد قال ابن خزيمة في "صحيحه" [٣/ ٩٢]: "لا أعرف السائب مولى أم سلمة بعدالة ولا جرح" وهو من رجال "تعجيل المنفعة" وباقى رجال الإسناد مشاهير من رجال "التهذيب". لكن للمرفوع من الحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة به ... نحوه ... ؛ وقد مضى منها حديث عائشة [برقم ٤٦٨٠]، وقد ذكرنا هناك في تخريجه: شاهدًا حسن الإسناد من حديث أم الدرداء، فانظره ثمة ... وقد استوفينا تخريج أحاديث هذا الباب: في "غرس الأشجار" واللَّه المستعان لا رب سواه.