قلتُ: وهذا إسناد جيد مستقيم؛ وعنعنة الأعمش عن أبي سفيان: محمولة على السماع؛ لكونه كان مكثرًا من الرواية عنه كما بينا ذلك في مواضع من "مسند جابر" وناقشنا هناك من تكلم في رواية أبي سفيان عن جابر، فراجع ما علقناه على الماضي [برقم ١٨٩٢] و [رقم ٢٠٠٩، ٢٠٥٢]، وغيرها في "مسند جابر". وقد احتج مسلم بتلك الترجمة (الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن أم مبشر) في "صحيحه". ورجال الإنساد كلهم من رجال "الصحيح" وأم مبشر الأنصارية: صحابية معروفة. وفي أبي سفيان: كلام لبعضهم؛ إلا أنه صدوق صالح يحتج بحديثه. وقد قال البوصيري في "مصباح الزجاجة" [٤/ ٢٥٥]، بعد أن ساق الحديث من طريق ابن ماجه قال: "هذا إسناد صحيح؛ إن كان أبو سفيان سمع من جابر". قلتُ: سماعه منه لا ريب فيه، وقد صرح به في عدة أخبار، أخرج مسلم بعضها [رقم ٨٢]، وقد مضى الإجابة على ما شكك فيه بعض النقاد من سماع أبي سفيان عن جابر: في مواضع سابقة من (مسند جابر) فراجع ما علقناه على الماضي [برقم ١٨٩٢]، وغيره.=