للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= قلتُ: وصورة سنده مما تُوهم الاتصال، وليس كذلك، بل هو مرسل كما جزم به الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٢١٧]، فقال: "وَتابَعَهُ عُثمانُ بن أبِى شَيبَة عَلَى إِرسالِهِ".
فهؤلاء ثلاثة من الثقات الأثبات: كلهم رووه عن وكيع إسناده عن عبد الله بن شداد به مرسلًا ... وخالفهم يحيى بن عبد الحميد الحمانى.
فرواه عن وكيع بإسناده عن عبد الله بن شداد عن طلحة بن عبيد الله به متصلًا مثل رواية داود الخريبى، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٢١٧]. والمحفوظ عن وكيع: هو الأول.
والحمانى: إمام حافظ مكثر جليل القدر، لكنه ليس بعمدة على التحقيق، وكانت له مناكير وانفرادات عن الثقات لا يوافقه عليها أحد، نعم: لم يكن كذابًا طرفة عين، ولم يكن ممن يسرق الحديث كما قاله بعضهم، بل كان فيه نوع تساهل، وقد شرحنا حاله في كتابنا "المحارب الكفيل" بما لا مزيد عليه إن شاء الله. وكان يحيى أول من ألَّف "المسند" بالكوفة، فانطلقت فيه الألسنة بحق وبباطل، وبالجملة: فالمحفوظ من طريق وكيع هو المرسل كما مضى. لكن قال الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٢١٧]، بعد أن ذكر بعض ما مضى: "والصواب عندنا قول عبد الله بن داود".
قلتُ: إن سلكنا مسلك الترجيح: فقول وكيع هو الأصوب عندنا.
وعبد الله بن داود: ثقة عابد إمام، لكنه لم يضبط متنه كما أشار هو نفسه، فلعله وهم في سنده أيضًا، والفضل بن العلاء الذي تابعه عليه: كان كثير الأوهام كما قاله الدارقطنى.
والأشبه: أن هذا الاختلاف هو من طلحة بن يحيى نفسه، فقد مضى أنه مختلف فيه، وثقه جماعة. وضعفه آخرون، وقد كان يخطئ كما قاله ابن حبان مع كونه وثَّقه، وقال الحافظ: "صدوق يخطئ". وقد كان ينفرد بأشياء لا يتابعه عليها الثقات حتى قال البخارى فيه "منكر الحديث" ويؤيد ما مضى: أنه قد اضطرب فيه على لون ثالث، فرواه عنه عيسى بن يونس - الثقة المأمون - فقال: عن طلحة بن يحيى عن إبراهيم بن محمد عن شداد بن الهاد به ... ، وذكر الجملة الأخيرة منه فقط.
هكذا أخرجه النسائي في "الكبرى" [١٠٦٧٥]، و"في اليوم والليلة" [رقم ٨٣٩]، قال: أخبرنا محمد بن يحيى قال حدثنا محمد بن موسى وهو ابن أعين قال: حدثنا عيسى بن يونس قال: حدثنا طلحة بن يحيى به ... =

<<  <  ج: ص:  >  >>