وخالفهما: وكيع بن الجراح - الجبل الراسخ - فرواه عن طلحة بن يحيى، واختلف عليه فيه، فرواه عنه أحمد بن حنبل فقال: عن وكيع عن طلحة بن يحيى عن إبراهيم بن محمد - وهو نفسه إبراهيم الواقع في رواية داود الخريبى - عن عبد الله بن شداد: "أنَّ نَفَرًا مِنْ بَنى عُذْرَةَ ثَلاثة، أتَوْا النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَأسْلَمُوا، قَالَ: فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ يَكْفِينِيهِمْ؟ قَالَ طلْحَةُ: أنا. قَالَ: فكَانُوا عنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - بَعْثًا فَخَرَجَ فيه أحَدُهُمْ فَاسْتُشهِدَ، قَالَ: ثُمَّ بَعَثَ بَعْثًا فَخَرَجَ فيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، قَالَ: ثُمَّ مَاتَ الثَّالثُ عَلَى فِرَاشهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأيْتُ هَؤُلاءِ الثَّلاثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عنْدِى فِي الجنَّةِ، فَرَأيْتُ الميِّتَ عَلَى فرَاشِهِ أمَامَهُمْ، وَرأيْتُ الَذى اسْتُشْهِدَ أخِيرًا يَلِيَهِ، وَرأيْتُ الَّذِى اسْتُشْهِدَ أوَّلهُم آخِرَهُمْ، قَالَ: فَدَخَلَنِى مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: فَأتَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - فَذكرْتُ ذَلِكَ لَهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: - صلى الله عليه وسلم - وَمَا أنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ؟ لَيْسَ أحَدٌ أفْضَلَ عنْدَ الله مِنْ مُؤْمنٍ يُعَمَّرُ في الإْسْلامِ لتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيَرِهِ وَتَهْلِيلِهِ". فخالفَهما في وصله فقط. هكذا أَخرجه أحمد في "مسنده" [١/ ١٦٣]، ومن طريقه الضياء في "المختارة" [٣/ ٣٢ - ٣٣]، وابن عبد البر في "التمهيد" [٢٤/ ٢٢٤]، من طريق وكيع به ... وهذه الجملة في آخره: "ليْسَ أحَدٌ أفْضَلَ عِنْدَ اللهِ منْ مُؤْمِنٍ يُعَمَّرُ في الإْسْلامِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ". وقعت عند المؤلف والشاشى والبزار مَخَتصرَة بمعناها، كمَا أشارَ إلى ذلكَ راويها داود الخريبى في نهاية الحديث إذ قال: "هذا معناه". وقد تُوبع عليه أحمد على هذا الوجه عن وكيع به مرسلًا: ١ - تابعه: ابن أبى شيبة في مصنفه [٣٤٤٢٣]، ومن طريقه عبد بن حميد في "مسنده" [رقم/ ١٠٤/ المنتخب]. ٢ - وتابعهما: عثمان بن أبى شيبة عليه بجملته الأخيرة فقط - الماضية - فقال: "حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى قال حدثنى إبراهيم بن محمد بن طلحة عن عبد الله بن شداد قال طلحة بن عبيد الله به ... ". أخرجه النسائي في "الكبرى" [١٠٦٧٤]، وفى "اليوم والليلة" [رقم ٨٣٨]، قال: أخبرنى زكريا بن يحيى قال حدثنا عثمان به ... =