* فالحاصل: أن صفية التى يروى عنها إسحاق بن عبد الله هذا الحديث هنا: هي (أم حكيم، أو أم الحكم - بنت الزبير بن عبد المطلب) وقد نازع في هذا بعض النقاد، وناقشناهم في "غرس الأشجار". وقد وهم المؤلف في ذكره هذا الحديث في (مسند صفية بنت حيى زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -)، وتابعه المزى على ذلك في "التهذيب" وذكر (صفية بنت حيى) في شيوخ إسحاق بن عبد الله بن الحارث بن نوفل، أما الطبراني: فقد ساق الحديث في (مسند صفية بنت عبد المطلب عمة النبي - صلى الله عليه وسلم -). أما ابن عبد البر فهو في واد آخر، فإنه قال في "الاستيعاب" [١/ ٦٠٦]: (صفية امرأة؟! روى عنها إسحاق بن عبد الله بن الحارث .... ) وساق الحديث نحو سياق المؤلف هنا، وكل ذلك وهم إن شاء الله؛ والصواب أن التى يروى عنها إسحاق بن عبد الله هذا الحديث هي (أم الحكم، أو أم حكيم بنت الزبير بن عبد المطلب) واسمها صفية كما جزم به ابن أبى عاصم كما مضى، وقيل غير ذلك!. والثانى: محمد بن الحسن المعروف بـ (محبوب) - وهو شيخ مختلف فيه - فرواه عن داود بن أبى هند عن إسحاق بن عبد الله قال: حدثتنى أم حكيم بنت الزبير ... وساق الحديث نحو سياق المؤلف: أخرجه ابن عساكر في "تاريخه" [٨/ ٢٣٩]، من طريق يحيى بن صاعد عن يحيى بن حكيم عن محبوب به .. قلتُ: وسنده صحيح إلى محبوب، وقد مضى أن (أم حكيم بنت الزبير) هي نفسها صفية التى وقعت في رواية جعفر بن سلميان من الطريق الأول كما جزم بذلك ابن أبى عاصم، وساق هذا الحديث في (مسندها) من "الآحاد والمثانى". وقد خولف جعفر بن سليمان ومحبوب وعليّ بن عاصم ثلاثتهم في رواية هذا الحديث موصولًا عن داود بن أبى هند، كما سيأتي؛ وقد رأيت رواية محبوب السابقة قد أخرجها أيضًا: ابن أبى عاصم في "الآحاد والثانى" [٥/ ٣١٦٠]، والطبرانى في "الكبير" [٢٥/ ٢١٧]، والخطابى في "غريب الحديث" [١/ ٣٢٤ - ٣٢٥]، من طريقين عن محبوب بإسناده به نحوه في سياق أتم. =