وللحديث: طرق أخرى يقوى بعضها بعضًا، وأمثَلُها عندى: ما رواه الأوزاعى عن حسان بن عطية عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به نحوه ... أخرجه أحمد [٦/ ٣٢٥]، والنسائى [١٨١٢]، والبيهقى في "سننه" [٢/ ٤٧٢، ٤٧٣]، والطبرانى في "الأوسط" [رقم ٢٧٤٧]، وابن شاهين في "الترغيب" [رقم ٨٠]، والقاضى أبو الحسن بن حذلم في حديث أبى عمرو الأوزاعى [رقم ١٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٨/ ٢٦٢ - ٢٦٣]، وغيرهم من طرق عن الأوزاعى به ... وليس عند الطبراني قوله: (وأربعًا بعدها). قلتُ: وسنده صحيح إن كان حسان قد سمعه من عنبسة، فإنى لم أتحقق من سماعه منه أصلًا، وفى سياقه شبه إرسال، وقد تحرف (عنبسة) عند أحمد ومن طريقه ابن عساكر إلى (عتبة) والصواب (عنبسة) كما في "أطراف المسند" للحافظ [٩/ رقم ١٢٥٢٥/ طبعة دار ابن كثير]، وهو على الصواب في "مسند أحمد" [٤٤/ ٣٤٦/ طبعة الرسالة]، وكذا في [رقم ٢٧٣٠٠/ طبعة عالم الكتب]. وقد قال الطبراني عقب روايته: "لم يرو هذا الحدث عن الأوزاعى إلا يزيد، ... " يعنى يزيد بن يوسف الرحبى، وليس كما قال؛ بل تابعه عليه موسى بن أعين، وعيسى بن يونس وروح بن عبادة - واختلف عليه في متنه - وغيرهم. وللحديث طرق أخرى عن عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة به .... وقد خرجناها في "غرس الأشجار". وقد توبع عليه عنبسة عن أم حبيبة: تابع عبد الله بن عنبسة المدنى إلا أنه خالفه في متنه! فرواه يحيى بن سليم الطائفى عن محمد بن سعيد المؤذن عن عبد الله بن عنبسة عن أم حبيبة مرفوعًا: (من حافظ أربعًا قبل الظهر، بنى الله له بيتًا في الجنة) علقه البخارى في "تاريخه" [١/ ٩٣]، ووصله المؤلف في الآتى [برقم ٧١٣٧]، من طريق هارون بن معروف عن يحيى بن سليم به ... لكن وقع عنده: (قبل العصر) بدل قوله: (قبل الظهر). =