قلتُ: وقبله قال المنذرى في "الترغيب" [١/ ٢٢٦]: "رواه أبو يعلى، وفى إسناده محمد بن سعيد [وتصحف عنده "سعيد" إلى سعد] المؤذن، لا يدرى من هو؟! " وقد تعقبه البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٣٦٢]، بقوله: "قلت: وثقه البيهقى، وباقى رجال الإسناد ثقات". قلتُ: وكذلك وثقه الدارقطنى في "سننه" [٢/ ٦]، وذكره ابن حبان في "الثقات" [٧/ ٤٢٨]، وهو أبو سعيد الطائفى الذي يروى عنه الثورى وجماعة، وهو من رجال أبى داود والنسائى، وشيخه (عبد الله بن عنبسة) رجل مدنى مجهول الصفة، وهو من رجال "التهذيب" ولا أراه سمع من أم حبيبة أصلًا، فهذه علة أخرى، وهناك علة ثالثة، وهى أن يحيى بن سليم الطائفى وإن وثقة جماعة، فقد ضعفه آخرون، وهو من رجال الجماعة؛ وأنا أستخير الله بشأنه، وإن كان القلب ربما مال إلى تحسين حديثه ما لم يخالف أو يأت بما ينكر عليه. وقد خولف في سنده أيضًا، فقد أشار أبو حاتم الرازى إلى أن محمد بن سعيد المؤذن قد روى هذا الحديث مرة أخرى فقال: عن عطاء بن أبى رباح عن عنبسة عن أم حبيبة، هكذا نقله عنه ابنه في "الجرح والتعديل" [٧/ ٢٦٤/ ترجمة محمد بن سعيد المؤذن]. وقد جاء الإمام الألبانى وأورد هذا الحديث في "الضعيفة" [١١/ ٩٥]، من طريق المؤلف به .... ثم قال: "قلتُ: وهذا إسناد ضعيف؛ عبد الله بن عنبسة، ومحمد بن سعد [كذا وقع عنده، والصواب: "سعيد" فانتبه] الموذن، لم أعرفهما" كذا قال، وقد عرفت ما فيه!. والحديث: بهذا اللفظ الماضى عند المؤلف والبخارى منكر غير محفوظ، والصواب في لفظه هو ما وقع في طريق عنبسة بن أبى سفيان عن أم حبيبة مرفوعًا: (من صلى أربعًا قبل الظهر، وأربعًا بعدها حرمه الله على النار) ونحوه ... كما مضى وقد استوفينا طرقه وشواهده في "غرس الأشجار" وهو حديث قوى بطرقه إن شاء الله. ولم يصب من ضعَّفه البتة. ٧١٣١ - صحيح: أخرجه ابن حبان [٢٣١٢]، والطبرانى في "الكبير" [٢٣/ رقم ٤٨٢]، وأبو بكر القطيعى في "الألف دينار" [رقم ٢٧٤]، وابن عساكر في "المعجم" [رقم ١٥٩١]، والخطيب =