قال الترمذى: (هذا حديث غريب [وفى نسخة "حسن غريب"]. لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس. قلتُ: ومن هذا الطريق: أخرجه الحافظ في "الأمالى المطلقة" [ص ١٦٠]، ثم قال: "هذا حديث حسن غريب". وقال المنذرى في "الترغيب" [٣/ ٣٤٥]: "رواته ثقات، وفى محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح، وهو شيخ صالح". قلتُ: قد أصاب في عجز كلامه وأخطأ في صدره، فما ذكره عن محمد بن يزيد بن الأخنس: لا غبار عليه، وهو كما قال، ولم يصب من أعل الحديث به، وأما قوله: "رجاله ثقات" فلا يوافق عليه، وأم صالح في سنده: امرأة مجهولة لا تعرف، ونكرة لا تتعرف، لم يرو عنها سوى سعيد بن حسان وحده - وهو ثقة صالح - ولم يؤثر توثيقها عن أحد من الأرض نعرفه، وهى آفة الإسناد هنا؛ وقد أشار ابن مفلح إلى إعلال الحديث بها في الآداب الشرعية [١/ ٤٨]. وقد نقل الزيلعى في تخريج "الكشاف" [١/ ٣٦٠]، عن الحافظ ابن طاهر المقدسى أنه قال: "إسناده شاذ" يعنى غير محفوظ. وفى الحديث علة أخرى، فقد أشار البخارى إلى إعلاله بالإرسال، كما تراه في ترجمة ابن الأخنس من "تاريخه" [١/ ٢٦١] والله المستعان.