قلتُ: وهذا إسناد ضعيف معلول، رجاله كلهم من رجال "التهذيب" وإبراهيم بن محمد: شيخ مدنى، روى عنه جماعة، وذكره ابن حبان في "الثقات" وقال عنه الحافظ في "التقريب": "صدوق" وأراه كذلك إن شاء الله. وأبوه (محمد بن عبد الله بن جحش) صحابى معروف. وآفة الإسناد: إنما هي من (عبد الله بن عمر العمرى) وهو شيخ ضعيف مخلط، على زهده وعبادته. وقد اختلف عليه في سنده أيضًا، كما شرحناه في "غرس الأشجار". لكنه لم ينفرد به، بل تابعه عليه أخوه عبيد الله بن عمر العمرى الثقة الحجة: عند ابن ماجه [٤٧٢]، والطبرانى في "الكبير" [٢٤/ رقم ١٣٩، ٥٦]، وابن أبى عاصم في "الآحاد والمثانى" [٥/ رقم ٣٠٩٣]، وغيرهم من طريق يعقوب بن حميد بن كاسب عن عبد العزيز بن محمد الدراوردى عن عبيد الله العمرى بإسناده به نحوه. قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" [١١/ ٨١]: "هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات". وقبله قال مغلطاى في الإعلام [١/ ٣٩٠]: "هذا حديث إسناده صحيح". قلتُ: وهذا منهما تساهل لا يخفى، فإن يعقوب بن حميد وشيخه لا يصل حديثهما إلى رتبة الصحيح، وقد اختلف على الدراوردى فيه على ألوان، ذكر بعضها الدارقطنى في "العلل" [١٥/ ٣٨٠ - ٣٨١]، ثم قال: "والحديث شديد الاضطراب" ولكن صحح =