للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= وهكذا روى حذا الحديث: همام وأبو عوانة وهشام وابن أبي عروبة ومعمر، كلهم عن قتادة به ... وتابعهم: شعبة وأبان العطار وعدى بن أبي عمارة، وقد خرَّجنا رواياتهم في "غرس الأشجار".
وقد خالفهم جميعًا سليمان التيمي، فرواه عن قتادة بإسناده عن أبي موسى الأشعري به نحوه ... وزاد فيه قوله: (وإذا قرأ فأنصتوا)، أخرجه مسلم وأبو داود [٩٧٣]، والدارقطني في "سننه" [١/ ٣٣٠]، والمؤلف [برقم ٧٣٢٦]، وابن المنذر في "الأوسط" [٣/ ١٠٥ - ١٠٦]، وابن ماجه [٨٤٧]، وأحمد [٤/ ٤١٥]، وأبو عوانة [١/ ٤٥٧، ٤٥٨]، والبزار [٨/ رقم/ ٣٠٥٩ البحر الزخار]، والبيهقي في "سننه" [٢٧٠٩]، وغيرهم من طرق عن سليمان التيمي به ... وهو عند ابن ماجه وأحمد وغيرهما - كالمؤلف - مختصرًا ببعض فقراته وحسب، وعند الجميع: تلك الزيادة المشار إليها.
قلتُ: وقد اختلف أئمة الحديث ونقاده في حكم تلك الزيادة! فصححها الإمام أحمد ومسلم وابن حزم وابن عبد البر ومغلطاي وابن التركماني وأكثر المتأخرين، وأعلها: أبو داود والبخارى وأبو حاتم وابن معين وأبو عليّ النيسابورى وابن خزيمة والدارقطني والحاكم والبيهقي وغيرهم.
• والصواب: مع من أعلها إن شاء الله؛ وقد ذكرنا برهان ذلك في "غرس الأشجار" وقد روى سالم بن نوح هذا الحديث عن سعيد بن أبي عروبة وعمر بن عامر كلاهما عن قتادة بإسناده به ... وذكر فيه تلك الزيادة أيضًا، وهو غلط من سالم، كما جزم به البيهقي وغيره.
ثم جاء مجاعة بن الزبير: وروي هذا الحديث عن قتادة وزاد فيه تلك الزيادة أيضًا، ومجاعة شيخ ضعيف ليس بحجة، والمحفوظ عن قتادة: هو ما رواه كبار أصحابه عنه بإسناده به ... دون تلك الزيادة.
نعم: قد وردت تلك الزيادة في حديث أبي خالد الأحمر عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة به ... أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وجماعة.
وقد أنكر ابن معين والبخاري وأبو حاشم الرازي وجماعة: تلك الزيادة في حديث أبي هريرة، وجزموا بكون الحديث محفوظًا دونها، وهو كما قالوا إن شاء الله.
وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث بما لا مزيد عليه في "غرس الأشجار بتخريج منتقى الأخبار" واللَّه المستعان لا رب سواه.

<<  <  ج: ص:  >  >>