وعبد الرحمن بن سعيد بن أبى بردة: شيخ مجهول الحال، انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات" [٧/ ٨٤] لكن عبد الرحمن لم ينفرد به عن أبيه: بل تابعه عليه قتادة عن سعيد بن أبى بردة عن أبيه عن أبى موسى مرفوعًا بلفظ: (لا يموت رجل مسلم، إلا أدخل الله مكانه النار يهوديًا أو نصرانيًا). أخرجه مسلم [٢٧٦٧]، وأحمد [٤/ ٣٩١، ٣٩٨]، والطيالسى [١/ رقم ٥٠١/ طبعة دار هجر]، وابن حبان [٦٣٠]، والبيهقى في "الشعب" [١/ رقم ٣٧٦]، والمؤلف [برقم ٧٢٨١]، وابن أبى خيثمة في "تاريخه" [رقم ٤١١٧]، وغيرهم من طريق قتادة به. قلتُ: وهذا السياق هو المحفوظ عن سعيد بن أبى بردة؛ وقد رواه غير واحد عن أبى بردة عن أبى موسى به نحوه. يأتى منها: رواية مصعب بن ثابت الزبيرى عن محمد بن المنكدر عن أبى بردة عن أبيه مرفوعًا بلفظ: (ما من مؤمن إلا يأتى يوم القيامة بيهودى أو نصرانى يقول: هذا فدائى من النار)، أخرجه المؤلف [برقم ٧٢٨٢]، وكذا أخرجه أحمد [٤/ ٤٠٧]، والطبرانى في "الأوسط" [٨/ ٨٦٩٩] من طرق عن مصعب به. قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا مصعب بن ثابت". قلتُ: ومصعب هذا شيخ ضعيف عندهم، وهو من رجال الأربعة إلا الترمذى، والحديث غير ثابت عن ابن المنكدر، ولا هو محفوظ عن أبى بردة بهذا السياق، ورواه طلحة بن يحيى عن أبى بردة عن أبيه بلفظ: (إذا كان يوم القيامة، دفع الله إلى كل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا، فيقول: هذا فكاكك من النار)، أخرجه مسلم [٢٧٦٧]، والبيهقى في "البعث والنشور" [ص ٩٤/ رقم ٨٤، ٨٥/ طبعة مركز الخدمات والأبحاث الثقافية].