للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عيشا، نأكل الميتة والدم، ويغير بعضنا على بعض بشر عيش عاش به الناس، حتى خرج فينا رجل، ليس بأعظمنا يومئذ شرفًا ولا بأكثرنا مالًا فقال: أنا رسول الله إليكم، يأمرنا بأشياء لا نعرف، وينهانا عما كنا عليه وكانت عليه أباؤنا، فشنفنا له وكذبناه ورددنا عليه مقالته، حتى خرج إليه قوم من غيرنا فقالوا: نحن نصدقك ونؤمن بك ونتبعك ونقاتل من قاتلك، فخرج إليهم، وخرجنا إليه فقاتلناه فَقَتَلَنَا وظهر علينا وغلبنا، وتناول من يليه من العرب فقاتلهم حتى ظهر عليهم، فلو يعلم من ورائى من العرب ما أنتم فيه من العيش لم يبق أحد إِلَّا جاءكم حتى يشرككم فيما أنتم فيه من العيش! فضحك ثم قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد صدق، قد جاءتنا رسلنا بمثل الذي جاء به رسولكم فكنا عليه حتى ظهرت فينا ملوك فجعلوا يعملون فيها بأهوائهم ويتركون أمر الأنبياء، فإن أنتم أخذتم بأمر نبيكم لم يقاتلكم أحد إِلَّا غلبتموه، ولم يشارككم أحد إِلَّا ظهرتم عليه، فإذا فعلتم مثل الذي فعلنا فتركتم أمر نبيكم وعملتم مثل الذي عملوا بأهوائهم، يخلى بيننا وبينكم، فلم تكونوا أكثر عددًا منا ولا أشد قوة منا! قال عمرو بن العاص: فما كلمت رجلًا أذكر منه.

* * *


= قال الهيثمى في "المجمع" [٨/ ٤٣١]: "رواه أبو يعلى، ورجاله رجال "الصحيح"، غير عمرو بن علقمة، وهو ثقة".
قلتُ. تابع الهيثمى: ابن حبان على توثيقه عمرو بن علقمة، وقد انفرد بذلك، ولم يرو عن عمرو سوى ولده محمّد، فلم يذكروا سواه في الرواة عنه من ترجمته، نعم: قد صحَّح له الترمذى وابن خزيمة أيضًا؛ إِلَّا أن القلب يطمئن إلى كونه لا يزال مجهول الحال إن شاء الله؛ ولذلك قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" يعنى عند المتابعة؛ وإلا فهو ليِّن، وابنه محمّد بن عمرو: صدوق متماسك، ومَنْ دونه ثقات مشاهير.
* فالحاصل: أن الإسناد هنا معلٌّ بجهالة حال عمرو بن علقمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>