للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

اللَّهَ معَهُمْ، لَعلَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْكَ، فَانْطَلَقَ إلَيْهِمْ، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَهُمْ، فَاحْتَجَّ مَلائِكَةُ الْعذَاب، وَمَلائِكَةُ الرَّحْمَةِ، فَبَعَثَ الله مَلَكًا: أَنْ قِيسُوا بَيْنَ المكَانَيْنِ، فَأَيُّهمَا كَانَ أَقرَبَ فَهْو مِنْه، فَقَاسُوه، فَوَجَدُوهُ أَقْرَبَ إلَى دَيْرِ التَّوَّابِينَ بِأُنْمُلَةٍ، فَغَفَرَ اللَّهُ لَهُ".


= قلتُ: ولا أدرى ما هذا، وهل هو خطأ من الناسخ أو الطابع أو من بعضهم؟! فإنه ليس يُعرف في النقلة مَن اسمه: (عبيدة بن مهاجر)، إنما هو (عبيدة بن أبى المهاجر)، ثم رأيتُ: ابن عساكر قد نقل في "تاريخه" (٣٨/ ١٦٠) عن أبى مسهر أنه قال: "عبيدة بن المهاجر" هو "عبيدة بن أبى المهاجر"، فكأن الرجل كان يُعرف بهذا وهذا.
لكنى لم أجد مَن كنَّاه بـ (أبى عبد رب)، بل لم يذكروا له كنية أصلًا، وإنما (أبو عبد رب) شيخ شامى آخر يروى عن معاوية، وعنه عبد الرحمن بن زيد بن جابر وجماعة؛ وهو من طبقة (عبيدة بن أبى المهاجر) أيضًا، ثم رأيتُ ابن الجوزى قد نصَّ في "صفة الصفوة" [٤/ ٢١٩] على أن (عبيدة بن مهاجر) يكنى بـ (أبى عبد رب) فإن صحَّ هذا؛ اندفع الإشكال رأسًا، ولا يبقى سوى شك الوليد بن مسلم في إسناد المؤلف بين (ابن أبى المهاجر) أو: (أبى عبد رب)، وهذا الشك يقتضى التفريق بينهما، وقد يكون الوليد قد شك في صيغة تَحمُّل شيخه لهذا الحديث - عن شيخه، يعنى: هل قال شيخه: "حدثنى ابن أبى المهاجر" أو "حدثنى أبو عبد رب"؟! واللَّه أعلم.
وقد روى غير الوليد بن مسلم هذا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر فقال: (عن عبيدة بن أبى المهاجر) هكذا رواه عمر بن عبد الواحد عن ابن جابر: عند ابن أبى عاصم في الديات [ص ٧٦]، والوليد بن مزيد: عند ابن عساكر في "تاريخه" [٣٨/ ١٥٦، ١٥٧]، وهذا هو الصواب عندى في إسناد هذا الحديث إن شاء الله، ومداره على (عبيدة بن أبى المهاجر) وهو شيخ مجهول الحال، كما مضى بيان ذلك سابقا.
لكن: للحديث شواهد، مضى منها حديث أبى سعيد الخدرى [برقم ١٠٣٣، ١٣٥٦]، وهو نحو سياق المؤلف هنا: لكن دون قول القائل: (لئن قلت لك: إن الله - عَزَّ وَجَلَّ - لا يتوب على من تاب، لقد كذبت)، فهذه فقرة ضعيفة لا أعلم لها شاهدًا ثابتًا.
وحديث معاوية هنا: أورده المنذرى في "الترغيب" [٤/ ٥١]، ثم قال: "رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد"، كذا قال، وتابعه البوصيرى عليه في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٤١١] وزاد عزوه للمؤلف. =

<<  <  ج: ص:  >  >>