١ - فتارة يرويه عنه فيقول في إسناده: عن رجل من بنى تيم عن طلحة به ... ٢ - وتارة يقول: وقال سفيان مرة أخرى: "نا يزيد بن خصيفة أراه عن السائب، ولم يذكر الإسناد ... " يريد: أن سفيان لم يستوف قوله: "عن رجل من بنى ... إلخ". وهذا هو المراد من قوله: "ولم يذكر الإسناد" يعنى الماضى. وهذا كله دليل على أن ابن عيينة لم يكن يضبطه جيدًا، والصواب عندى: أن الحديث ليس من "مسند السائب". إنما يرويه السائب عن آخر عن طلحة به ... أو يرويه عن آخر به مباشرة. وهذا كله لا يضر الحديث - إن شاء الله - لكون السائب مذكور بالصحبة، ومراسيله محمولة - غالبًا - على كونه سمعها من مثله من الصحابة، وإبهام الصحابة لا يضر في المذهب المختار. والحديث: أورده الهيثمى في "المجمع" [٦/ ١٥٥]، من الوجه الأول من رواية طلحة، ثم قال: "رواه أبو يعلى وفيه راوٍ لم يُسَمَّ، وبقية رجاله رجال الصحيح". ثم أعاده من الوجه الثالث، من رواية السائب عن رجل من بنى تيم يقال له: معاذ به ... ثم قال: "رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح". أما صاحبه البوصيرى: فإنه قال في "مصباح الزجاجة" [٢/ ١٠٣]:، "هذا إسناد صحيح رجاله ثقات على شرط البخارى"، يقصد إسناد ابن ماجه: "حدّثنا هشام بن عمار، ثنا سفيان بن عيينة، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد به ... ". وهذا من أغلاط البوصيرى، فليس في "الصحيحين" ولا في أحدهما حديث بتلك الترجمة أصلا. للحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة منهم: يزيد بن السكن، وسعد بن أبى وقاص، ولا يصحان، وقد غفل من قوَّاه بحديث الزبير بن العوام الآتى [برقم/ ٦٧٠]، كالإمام الألبانى في "صحيح أبى داود" [٧/ ٣٤١/ طبعة دار غراس]، فإنه ساق حديث الزبير مقوِّيًا به حديث طلحة هنا، فقال: "رواه محمد بن إسحاق: حدثنى يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن جده عن الزبير رضى الله عنه قال: فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين ذهب لينهض إلى الصخرة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد ظاهر بين درعين ... ". =