١ - سليمان بن سيف تكلموا فيه، فقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، يروى عن الثقات أحاديث مناكير". وقال أبو زرعة: "منكر الحديث". ومثله قال البخارى وغيره. وقال النسائي: "ليس بثقة". ومثله قال أبو بشر الدولابى، وضعفه سائر النقاد. وقد أنكر عليه ابن معين هذا الحديث، فأخرج ابن عدى في "الكامل" [٣/ ٢٧٢]، بإسناد صحيح عن ابن معين أنه قال: "سليمان بن سفيان مدينى يروى عنه أبو عامر العقدى حديث الهلال، وليس بثقة"، وكذا انكره عليه ابن عدى في "كامله"، وكذا العقيلى في "الضعفاء"، والذهبى في "الميزان"، وساقوا هذا الحديث له في ترجمته. وقال العقيلى عقب روايته: "ولا يتابع عليه، وفى الدعاء لرؤية الهلال أحاديث هذا عندى من أصلحها إسنادا كلها لينة الأسانيد". والحديث: حسنه الترمذى وتبعه السيوطى في "الجامع الصغير"، وتعقبه المناوى في "الفيض" [٥/ ١٣٥]، قائلًا: "ونُوزع بأن الحديث عُدَّ من منكرات سليمان ... ". ثم تناسى ذلك، وحسَّن سنده في "التيسير بشرح الجامع الصغير" [٢/ ٤٨٨]. ٢ - وبلال بن يحيى: شيخ مجهول؛ لم يرو عنه سوى سليمان بن سيف وحده، ولم يوثقه إلا ابن حبان وحده، وقد قال الحافظ عنه بالتقريب: "لين". ولم أقف على أحد ضعفه، ولعل مستند الحافظ في تلْيننه: هو انفراد سليمان بن سيف عنه بالرواية، وقد نقل ابن علان في "الفتوحات الربانية" عن الحافظ أنه قال: "هذا حديث حسن، أخرجه أحمد وإسحاق في "مسنديهما"، وأخرجه الترمذى وقال: "حديث حسن غريب"، وأخرجه الحاكم وقال: "صحيح الإسناد"، وغلط في ذلك، فإن سليمان ضعَّفوه، وإنما حسَّنه الترمذى لشواهده، وقوله: "غريب" أي: بهذا السند". قلتُ: وشواهده كلها معلولة لا يثبت منها شئ قط، ومنها: ١ - حديث ابن عمر مرفوعًا: عند الدارمى [١٦٨٧]، وابن حبان [٨٨٨]، والطبرانى في "الكبير" [٢١/ رقم ١٣٣٣٠]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣٨/ ٣١٠]، وغيرهم: من طريق سعيد بن سليمان عن عبد الرحمن -[سقط "عبد الرحمن" من سند الطبراني]- ابن عثمان بن إبراهيم الحاطبى عن أبيه وعمه عن ابن عمر به مثله ... مع زيادة التكبير في أوله عند بعضهم. قلتُ: وهذا إسناد ضعيف لا يصح، وعبد الرحمن: ضعفه أبو حاتم وقال: "يهولنى كثرة ما يسند". وذكره ابن حبان على قاعدته في كتابه "الثقات" [٨/ ٣٧٢]. =