قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح غريب، وقد رواه زهير بن معاوية عن سماك أيضًا". قلتُ: لم أقف على رواية زهير بعد، وأخشى أن يكون لفظه دون لفظ شريك هنا، وعلى كل حال: فإن سماك بن حرب كان قد تغير حفظه بآخرة حتى صار يتلقن، ولم يرو عنه هذا الحديث أحد ممن سمع منه قديمًا، كشعبة والثوري وحدهما، ولا ثالث لهما، راجع ما علقناه بشأن سماك على الحديث الماضي [برقم ٢٣٣٢]، واللَّه المستعان. ٧٤٥٤ - صحيح: أخرجه الطيالسي [٧٧٧]، وأحمد [٥/ ٩١، ٩٤، ١٠٧]، وعبد الله بن أحمد في "زوائد المسند" [٥/ ٩٥]، وابن خزيمة [١٤٣٢]، والطبراني في "الكبير" [٢/ رقم ١٩٥٢]، وغيرهم من طرق عن شريك القاضي عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة به .. ولفظ الطيالسي: (كان لا يُؤذن له في العيدين)، ونحوه رواية لأحمد. قلتُ: هذا إسناد قوي في المتابعات، وشريك القاضي وإن كان ضعيف الحفظ، إلا أنه قد توبع عليه، تابعه جماعة، منهم سلام بن سليم أبو الأحوص الكوفي، فرواه عن سماك عن جابر قال: (صليت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة). أخرجه مسلم [٨٨٧]- واللفظ له - وأبو داود [١١٤٨]، والترمذي [٥٣٢]، وأحمد [٥/ ٩١]، وابن أبي شيبة [٥٦٥٦]، ومن طريقه أبو نعيم في "المستخرج على مسلم" [رقم ١٩٩٣]، والبغوي في "شرح السنة" [٤/ ٢٦٦]، وابن المنذر في "الأوسط" [٤/ ٢٥٨]، وغيرهم من طرق عن أبي الأحوص به. قال الترمذي: "حديث حسن صحيح". =