وهذا هو الذي جزم به: أبو عبد الرحمن النسوى كما سبق عنه. نعم: للحديث طريق آخر عن جابر: يرويه عثمان بن الهيثم المؤذن عن عوف الأعرابى عن الحسن البصرى عن جابر بن سمرة به ... نحو سياق المؤلف هنا ... أخرجه أبو بكر القطيعى في "الألف دينار" [رقم ٢١٠]، وعنه ابن بشران في الأمالى" [١/ رقم ٧٩٢/ طبعة دار الوطن]، والخطيب في "تاريخه" [٢/ ٣٥٤]، وأبو نعيم في "المعرفة" [٢/ رقم ١٥٣٠/ طبعة الوطن]، وأبو بكر الباوردى في "مسموعه من أبى بكر القطيعى"، كما في "تاريخ قزوين" [٣/ ١١٠/ الطبعة العلمية]، وابن عساكر في "تاريخه" [٣/ ٢٩٨]، والذهبى في "التذكرة" [١/ ٣٧٥]، وغيرهم من طرق عن أحمد بن محمد بن عبد الله المنقرى عن عثمان بن الهيثم به. قلتُ: وهذا إسناد رجاله كلهم ثقات سوى المنقرى هذا، فإنى لم أهتد إلى معرفة حاله بعد، وفى الإسناد علة أخرى، وهى أن عثمان بن الهيثم: كان قد تغير حفظه بآخرة حتى كان يتلقَّن ما يُلَقَّن، كما يقول أبو حاتم الرازى، راجع ترجمته في "التهذيب وذيوله"، وهذا المنقرى الذي يروى عنه هذا الحديث: لا أدرى متى كان سماعه منه؟! ويبدو لى: أنه أخيرًا بعد أن تغيَّر عثمان، وكان من حاله ما كان! ومَنْ أعلَّ هذا الإسناد: بعنعنة الحسن البصرى، فلم يصب أصلًا. • الحاصل: أن الحديث ضعيف معلول، والثابت في هذا الباب: هو حديث البراء بن عازب الماضى [برقم ١٧٠٥، ١٧١٤]، وسياقه هناك: دون سياق حديث جابر هنا، فمن قوَّاه به من أبناء هذا العصر، فقد غلط ولا بد، واللَّه المستعان لا رب سواه. ٧٤٧٨ - صحيح: مضى سابقًا [برقم ٧٤٤٣].