قال البزار: "وَهَذَا الحديثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى عَنِ النبي - صلى الله عليه وسلم -، إِلَّا منْ هَذَا الوَجْه وَلا نَعْلَمُ رَوَاهُ إلَّا سَعْدٌ بهَذَا الإِسْنَاد، وَمُحمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمى هَذَا رجُلٌ مَشْهُورٌ مَنْ أهْلِ المدينَةَ"، وقال الحاكم: "هذا حَديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وقال ابن عساكر عقب روايته في "المعجم": "هذا حديث حسن غريب"، وقال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سعيد بن المسيب إلا أبو سهيل بن مالك"، وقال الهيثمى في "المجمع" [٩/ ٤٣٦]، بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والبزار: "وفيه محمد بن طلحة التيمى وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبى يعلى رجال الصحيح". وقد حسَّن سنده البوصيرى في "إتحاف الخيرة" [٧/ ٢٢٤]. قلت: وهذا إسناد ضعيف على التحقيق؛ ورجاله كلهم ثقات سوى محمد بن طلحة التيمى: قال أبو حاتم "محله الصدوق، يكتب حديثه ولا يحتج به" وذكره ابن حبان في مواضع من كتابه "الثقات" وقال في بعضها: "ربما أخطأ"، وذكره أبو العباس النباتى في "الحافل بذيل الكامل" وحكى كلام أبى حاتم فيه، وقال الحافظ: "صدوق يخطئ". ومشاه الذهبى في "الميزان" ولم يقو عندى حديثه بعد، ثم إنه قد اختلف عليه في إسناده، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وتابعهم يعقوب بن محمد الزهرى، واختلف عليه فيه، فرواه عنه أبو قلابة الرقاشى على الوجه الماضى، وخالفه محمد بن يونس الكديمى، فقال: حَدّثنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّد الزُّهْريُّ، حَدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَةَ التَّيْمِى، عَنِ ابْنِ المُنْكَدِرِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ المسَيِّبِ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أبِى وقاص=