قال البزار: "وَهَذَا الحدِيثُ، قَدْ ذُكرَ فيه أبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجرَّاحِ، وَجَعَلَهُ عَاشرًا وَلا نَعْلَمُ يُرْوَى إلَّا عَنْ عَبْد الرحْمَنِ بْنِ عَوْف عَلَى أنَّهُ قَدْ رواهُ غَيْرُ وَاحد مُرْسَلًا". قلتُ: هَذا إسناد حسن لولا أنه معلول، فقد اخَتَلف في سنده على الدراوردى، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم أبو مصعب الزهرى، فرواه عن الدراوردى فقال: عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه به مرسلًا ... ، لم يذكر فيه عبد الرحمن بن عوف، هكذا أخرجه الترمذى [عقب/ رقم ٣٧٤٧]، أخبرنا أبو مصعب به ... قلتُ: وأبو مصعب ثقة فقيه، ولم ينفرد به على هذا الوجه عن الدراوردى، بل تابعه أحمد بن أبان القرشى عند البزار [رقم ١٠٢١]، حَدَّثنا أحْمَدُ بْنُ أبَانَ القُرَشِيُّ به ... قلتُ: وأحمد ثقة، والأشبه: أن هذا الاختلاف هو من الدراوردى نفسه، فقد تكلم جماعة من النقاد في حفظه، وقد خولف في إسناده، خالفه عمر بن سعيد بن شريح، فرواه عن عبد الرحمن بن حميد فقال: عن أبيه عن سعيد بن زيد به ... ، فجعله من "مسند سعيد" هكذا أخرجه الترمذى [رقم ٣٧٤٨]، ومن طريقه البيهقى في "الاعتقاد" [ص ٣٣٢]، والنسائى في "الكبرى" [رقم ٨١٩٥]، والبخارى في "تاريخه" [٥/ ٢٧٣]، والحاكم [٣/ ٤٩٨]، وعبد الله بن أحمد في "زوائده على فضائل الصحابة" [١/ رقم ٨٥]، وابن أبى عاصم في "السنة" [٢/ رقم ١٤٣٦]، وغيرهم، من طرق عن ابن أبى فديك عن موسى بن يعقوب الزمعى عن عمر بن سعيد به ... قال الترمذى: "سمعت محمدًا - وهو البخارى - يقول: هو أصح من الحديث الأول، وعلقه الترمذى قبل ذلك في "سننه" [٥/ ٦٤٧]، ثم قال: "وهذا أصح من الحديث الأول". قلتُ: وهو كما قال، وهو الذي جزم به البخارى في "تاريخه أيضًا". فإن قلتَ: كيف يستقيم هذا، وموسى بن يعقوب الزمعى: ضعفه جماعة من النقاد، وقال الحافظ: "صدوق سيئ الحفظ" ولو نجا موسى من عُهدته، فأين ذهب عمر بن سعيد بن شريح=