للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٣٦ - حدّثنا يحيى بن عبد الحميد الحمانى، حدّثنا عبد الله بن جعفر المخرمى، عن ابن أبى عون، عن المسور بن مخرمة قال قلت لعبد الرحمن بن عوف أبى خال، أخبرنى عن


= الذي يقول عنه أبو حاتم: "مضطرب الحديث" وضعفه الجماعة؟ كما تراه في ترجمته من "لسان الميزان" [٤/ ٣٠٩]؟ فكيف تُقدَم رواية هذين الرجلين المجروحيْن على رواية "الدراوردى"، وهو الإمام المحدث الصدوق المتماسك؟!
فالجواب: أن النقاد إنما صححوا هذا الوجه، مع معرفتهم بضعف موسى والراوى عنه؛ لكون الحديث مشهورًا من رواية سعيد بن زيد، وقد روى عنه من غير طريق، فأشبه ذلك أن يكون من رواه من غير طريق قد غلط فيه، وبهذا أجاب أبو حاتم الرازى، فقال ابن أبى حاتم في "العلل" [رقم]: "وَسَألتُ أبِى عَن حَديث. رَواهُ عَبدُ العَزِيزِ الدَّراوَردِىُّ، عَن عَبد الرحْمَن بن حُمَيد بن عَبد الرحْمَن بن عَوف، عَنَ أبِيهِ، عَن جَدِّه عَبدِ الرحْمَنِ بن عَوف، عن النَّبِى - صلى الله عليه وسلم -، قال: "عَشَرَةٌ في الَجَنَّة". وَرَواهُ مُوسى بن يَعقُوب الزَّمَعِيُّ، عَن عُمَرَ بن سَعيد بن شُرَيح، عَن عَبد الرحْمَنِ بن حُمَيد، عَن أبيه، عَن سَعِيدِ بن زَيد، عَنِ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم -. قُلتُ لأبي: أيُّهُما أشبَه؟ قال: حَدِيثُ مُوسَى أَشبَهُ؛ لأنَّ الحَديثَ يُروَى عَن سَعِيدٍ مِن طُرُقٍ شَتَّى، ولا يُعرَفُ عَن عَبدِ الرحْمَن بن عَوف، عَنِ النَّبِى - صلى الله عليه وسلم - في هذا شئ".
قلت: وَهكذا رأيتُ مَروانُ بن مُحَمَد الطّاطَريُّ قد رواه عَن الدَّراوَرديِّ فقال: عَن عَبد الرحمَنِ بنِ حُمَيد، عَن أبِيه، عَن سَعِيد بن زَيد به .. . ذكره الدارقطَنى في "العلل" [٤/ ٤١٧].
* فائدة: وهنا دقيقة قل من يفطن لها من المتأخرين، وهى أن حذاق النقاد ربما يقدمون رواية الضعيف على رواية الثقة والصدوق في بعض الأوقات، ولا يفعلون ذلك بالجزاف والتعنُّت كما ظنه البعض؟ بل تراهم لا يسلكون هذا السبيل إلا بقرائن ومرجحات تسوقهم إلى هذا الميهع الدقيق الذي تخفى مداركه على كثير من الباحثين، وهذا الحديث مثال جيد على هذا الأمر كما رأيتَ، وسيأتى المزيد من الأمثلة في تعليقنا على الأحاديث القادمة [برقم ٣٩٩٢، ٤٦٩٠، ٥٦٩٨]، وغيرها.
وللحديث: شواهد عن جماعة من الصحابة، أصحها: حديث سعيد بن زيد. وسيأتى [برقم ٩٧١].
٨٣٦ - ضعيف: أخرجه يحيى بن عبد الحميد الحمانى في "مسنده" كما في العجاب للحافظ [٧٤٠/ ٢/ رقم ٢٢٨]، وعنه المؤلف، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخه" [٣٥/ ٢٣٦]، وابن أبى حاتم في "تفسيره" [٣/ ٧٤٩/ الطبعة العصرية]، وابن المنذر في "تفسيره" =

<<  <  ج: ص:  >  >>