للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قصتكم يوم بدر. قال: اقرأ بعد العشرين والمئة من آل عمران تجد قصتنا: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ} [آل عمران: ١٢١] إلى قوله: {إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا} [آل عمران: ١٢٢]، قال هم الذين طلبوا الأمان من المشركين إلى قوله: {وَلَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ الْمَوْتَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (١٤٣)} [آل عمران:١٤٣] قال: فهو تمنِّي لقاء المؤمنين، إلى قوله: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} [آل عمران: ١٥٢].


= [١/ ٣٥٠/ طبعة دار المآثر]، والواحدى في "أسباب النزول" [ص ٨٠/ طبعة الحلبى]، وغيرهم من طريق يحيى الحمانى عن عبد الله بن جعفر المخرمى عن أبى عون [وقد تصحف عند جماعة إلى "ابن عون"، وعند بعضهم إلى: "ابن أبى عون" ووقع عند ابن عساكر "أم عون" وكل ذلك خطأ محض] عن السور بن مخرمة به نحوه ... وهو عند بعضهم مختصر.
قلت: وهذا إسناد ضعيف منقطع؛ وفيه علتان:
الأولى: قال الهيثمى في "المجمع" [٦/ ١٦٠]: "رواه أبو يعلى وفيه يحيى بن عبد الحميد الحمانى وهو ضعيف".
وأقول: كان يحيى إمامًا حافظًا واسع المعرفة، وأول من صنَّف "المسند" بالكوفة، وكان كثير الرواية للمناكير والغرائب مع تساهل في السماع وعدم تصون في الرواية مما جعل ألسنة النقاد تنهال عليه بحق وبباطل، فرماه ابن نمير وأحمد وغيرهما بشئ عَظيم، والكلام فيه طويل الذيل.
والتحقيق: أنه لا يحتج بما يرويه منفردًا، وهو يغرب كثيرًا في حديثه، وقد كان ابن معين يثنى عليه كثيرًا حتى كان يقسم بالله إنه لثقة، بل نقل عنه الخطيب في "تاريخه" [١٤/ ١٦٩] أنه قال: "ما كان بالكوفة في أيامه رجل يحفظ معه، وهؤلاء - يعنى من تكلَّم فيه - يحسدونه" فتعقبه الذهبى في "سير النبلاء" [١٠/ ٥٣٥]، قائلًا لابن معين: "قلتُ: بل ينْصفونه، وأنت فما أنصفت".
قلت: وتمام الكلام عليه تجده في كتابنا "المحارب الكفيل" يَسَّر الله إشراقه.
والثانية: جهالة حال أبى عون، وهو ابن أبى حازم والد عبد الواحد بن أبى عون، أورده ابن أبى حاتم في "الجرح والتعديل"، ثم قال: "سئل أبو زرعة عنه، فقال: هو مدينى لا نعرفه" ثم قال ابن أبى حاتم: "إذا لم يعرفه مثله - يعنى مثل أبى زرعة - فقد جعله مجهولًا". وهو كما قال.=

<<  <  ج: ص:  >  >>