قلتُ: ويونس ساقط الحديث على التحقيق، لم يكن يساوى فلسًا ولا نصف فلس، مع سقوطه في الرواية، فقد كان ساقط الديانة أيضًا، فقال أبو داود: "يونس بن خباب شتام لأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -"، وقال أبو أحمد الحاكم: "تركه يحيى وعبد الرحمن، وأحسنا في ذلك؛ لأنه كان يشتم عثمان، ومن سب أحدًا من الصحابة فهو أهل أن لا يروى عنه" وقد ورد بإسناد صحيح عن هذا النَّذْل أنه قال: "عثمان بن عفان قتل ابنتى النبي - صلى الله عليه وسلم -"، كذا يقول هذا الرافضى الخبيث المجنون! والراوى عنه: "عمرو بن مجمع" ضعفه الدارقطنى وغيره، وساق ابن عدى هذا الحديث في ترجمته من "الكامل". ثم جاء الكذاب المجرم: زكريا بن دويد بن محمد بن الأشعث الكندى وروى هذا الحديث عن الثورى عن منصور بن المعتمر عن يونس بن خباب فقال: عن أبى سلمة عن أم سلمة به نحوه ... ، وجعله من "مسند أم سلمة"، هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٢/ رقم ٢٢٧٠]، وفى "الصغير" [١/ ١٤٢]، ومن طريقه القضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ٨١٧]، حدثنا أحمد بن إسحاق الدميرى بمصر بقرية دميرة: حدثنا زكريا بن دويد به ... قال الطبراني: "لم يروه عن الثورى إلا القاسم بن يزيد الجرمى وزكريا بن دويد الأشعثى، وهو ضعيف جدّا، أقول: بل كان يضع الحديث". قلت: وزكريا كذاب مشهور، وترجمته في "اللسان" [٢/ ٤٧٩]، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه جماعة عن الثورى، منهم: ١ - محمد بن عمارة القرشى: عند الخرائطى في "مكارم الأخلاق" [رقم ٣٤٣]، ومن طريقه القضاعى في "الشهاب" [٢/ رقم ٧٨٣]، وأبى الحسين بن سمعون في "أماليه" [رقم/ ٨٨]، ومن طريقه قاضى المارستان في "مشيخته" [٢/ ٧٧٣/ طبعة عالم الفوائد]، والدارقطنى في "العلل" [١٥/ ٢١٢]، من طريق عليّ بن حرب عن محمد بن عمارة به نحوه ... باختصار. قال عليّ بن حرب عقب روايته عند ابن سمعون: "من روى هذا عنى عن قاسم الجرمى فقد كذب عليَّ"، قال الدارقطنى في "العلل": "حَدَّث بِهِ عَلِيُّ بن حَربِ، عَنهُ - يعنى عن محمد =