وللعلامة المرتضى الزبيدى جزء بعنوان "بذل المجهود في تخريج حديث شيبتنى هود" ولم يشف، وراجع "علل الدارقطنى" [١/ ١٩٣ إلى ٢١٠]، تَرَ عجبًا، نعم للحديث شواهد عن جماعة من الصحابة، لكن أكثرها غير محفوظ، والباقى أسانيدها مغموزة، بل ولا أعلم في هذا الباب حديثًا إسناده مستقيمًا. ٨٨١ - صحيح: هذا إسناد لا يصح، رجاله كلهم معروفون مقبولون سوى القاسم بن أبى شيبة، فيقول عنه حسين الأسد في "تعليقه": "لم أجد له ترجمة" كذا يقول، وما أتعب نفسه في التفتيش عنه، والقاسم هذا شيخ مشهور أخو الحافظين: عبد الله وعثمان ابنَىْ أبى شيبة. وترجمته مبثوثة في بطون الدفاتر لمن أرادها بحق، ولم يكن القاسم ممن يُحمد أمره في الحديث، فقد ضعفه جماعة وتركه آخرون وما أثنى عليه أحد قط، نعم ذكره ابن حبان في "الثقات" [٩/ ١٨]، ثم قال: "يُخطئ ويخالف". قلتُ: وإذا كان القاسم كما وصفتَه أنت بالخطأ والمخالفة، فهو أولى بكتابك "المجروحين" منه بكتابك "الثقات" ولكن ما حيلتنا في إصلاح هذا وقد قُضى الأمر. وصدقة بن أبى عمران غمزه ابن معين فقال: "ليس بشئ" واعتمده الذهبى في "الكاشف" فقال: "ليِّن" لكن مشاه أبو حاتم وتبعه الحافظ في "التقريب" وكذا وثقه ابن حبان. ولم ينفرد به: بل تابعه زيد بن أبى أنيسةَ - الثقة الإمام - عند ابن حبان [٦٠٥٣]، والطبرانى في "الكبير" [٢٢/ رقم ٣٠١]، بإسناد صحيح إليه. وطريق صدقة عند ابن ماجه [٣٩٠٤]، والطبرانى في "الكبير" [٢٢/ رقم ٢٧٩]، وتمام في "الفوائد" [٢/ رقم ١٠٦٨]، والمزى في "تهذيبه" [١٣/ ١٤٠١٣]، والبخارى في "تاريخه" [٤/ ٢٩٤]، وابن عساكر في "تاريخه" [٥٢/ ٤٠١]، وأبى عمر السمرقندى في "الفوائد المنتقاة" [رقم ٥٦]، وجماعة.