قلتُ: هكذا رواه جمع كثير عن علي بن الأقمر على هذا الوجه،، وخالفهم رقبة بن مصقلة، فرواه عن علي فقال: عن عون بن أبى جحيفة عن أبيه به ... ، فزاد فيه (عون بن أبى جحيفة) هكذا أخرجه الطبرانى في "الكبير" [٢٢/ رقم ٢٥٤]، وفى "الأوسط" [٤/ رقم ٣٦٨٤]، من طريق محمد بن عيسى الطباع عن أبى عوانة عن رقبة به ... قال الطبراني في "الأوسط" بعد روايته: "لم يدخل في هذا الحديث بين على بن الأقمر وبين أبى جحيفة (عون بن أبى جحيفة): إلا محمد بن عيسى الطباع، ورواه جماعة عن أبى عوانة عن رقبة عن علي بن الأقمر عن أبى جحيفة .. ". قلتُ: وهكذا رواه مسدد عن أبى عوانة على الوجه الأول كما أخرجه الطبراني أيضًا في "الكبير" [٢٢/ رقم ٣٤٦]، لكن محمد بن عيسى الطباع ثقة إمام حافظ؛ فالقول بكون روايته من المزيد في متصل الأسانيد أولى من توهيمه إن شاء التَه. وعلى بن الأقمر قد سمع من عون وأبيه؛ فلعله سمعه أولًا من عون عن أبيه، ثم قابل أباه فأخبره به .... ونحوه قاله الحافظ في "الفتح" [٩/ ٥٤١]، وهو قريب. ولكن من عذيرنا من محمد بن الفضل بن عطية الكوفى، ذلك الهالك الخاسر، فتراه يرويه - كل وقاحة - عن الصلت بن بهرام فيقول: عن علي بن الأقمر عن أبى جحيفة عن ابن مسعود به ... ، ويجعله من (مسند ابن مسعود) هكذا أخرجه ابن عدى في "الكامل" [٦/ ١٦٣]، وهذا باطل. وابن عطية هذا قد غسل النقاد أيديهم منه منذ الزمان الغابر، وهو الذي كذبه ابن معين والفلاس وصالح جزرة وابن أبى شيبة وجماعة، وأسقطه سائر النقاد فسقط إلى الأبد.