والحسن بن عمرو العبدى: كذَّبه ابن المدينى أيضًا كما حكاه أبو حاتم عنه، وتركه أبو أحمد الحاكم وغيره، ومشاه ابن عدى في الكامل [٢/ ٣٢٩]، ثم حكى عن ابن معين أنه رضيه، لكن ناقشه المعلِّق على تهذيب الكمال [٦/ ٢٨٨]، وفى كلامه نظر. وكذا وثقه ابن حبان وقال: "يغرب". وبالجملة: فالحديث محفوظ عن أبى نعامة عن البراء بن نوفل عن والان العدوى عن حذيفة عن أبى بكر به. وهذا إسناد حسن صالح. قال البزار: "وهذا الحدِيث حديثٌ فيه رجلان لا نعْلمهما رويا إلَّا هذا الحدِيث، أبو هنيْدة الْبراء بْن نوْفلٍ، فإنّا لا نعْلمَ روى حَديثًا غَيْر هذا، وكذلك والانَ، لا نعْلمَ روى إلَّا هذا الحديث على أنّ هذا الإِسْناد مع ما فيه منَ الإسْناد الّذِى ذكرْنَا، فقدْ رواه جماعةٌ منْ جلّةِ أهْلِ الْعِلْمِ بِالنّقْلِ واحْتملوه". ووالان العدوى: يقول عنه الدارقطنى في "علله" [١/ ١٩٠]: "غير مشهور". وتعقبه الضياء في "المختارة" فقال: "ولعل الدارقطنى لم يقف على هذه الحكاية التى ذكرها أبو بكر بن خزيمة، ومن شرط الجهالة أن لا يروى عن الشخص غير واحد". قلت: يقصد بالحكاية التى ذكرها أبو بكر بن خزيمة: أنه غمز في صحة هذا الحديث في "التوحيد" فقال: "إن صح الحديث"! ثم ساقه بطوله وقال عقبه: "إنما استثنيت صحة الخبر في الباب؛ لأنى في الوقت الذي ترجمت الباب لم أكن أحفظ في ذلك الوقت عن والان خبرًا غير هذا الخبر، فقد روى عنه مالك بن عمير الحنفى غير أنه قال: العجلى، لا العدوى". =