للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُحمَّدُ، ارفَع رأْسَكَ، وقُلْ يُسْمَعْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ، قَال: فَيَرْفَعْ رَأْسَهُ، فَإِذَا نَظر إِلى رَبِّهِ خَرَّ سَاجِدًا قَدْرَ جُمْعةٍ أُخْرَى، فَيَقُولُ اللَّهُ: يَا مُحَمَّدُ، ارْفَعْ رَأْسَكَ، وَقُلْ يُسْمَعْ، وَاشفَعْ تُشَفَّعْ. قَالَ: وَيَقَعُ سَاجدًا. قَالَ: فَيأخذُ جِبْرِيلُ بِضَبْعَيه، قَالَ: فَيَفْتَحُ اللهُ علَيه من الدُّعَاء شيْئًا لَمْ يفتَحْهُ عَلَى بَشَرٍ قَطُّ، قَالَ: فَيَقولُ: أَيْ رَبِّ، جَعَلْتَني سَيِّدَ وَلَد آدَمَ وَلا فَخْرَ، وَأَوَّل مَنْ تَنْشَقُّ عَنْه الأْرْضُ يَوْم الْقِيَامَة وَلا فَخْرَ، حَتَى إِنهُ لَيَرِدُ عَلَيَّ الحْوْضَ أَكْثَر مَا بين صَنْعَاءَ وأَيْلَة. قَالَ: ثُمَ يقَالُ: ادْعُوا الصِّدِّيقِينَ فَيَشفَعُونَ. قَالَ: ثُمَّ يقالُ: ادْعُوا


= والتحقيق: أن والان العدوى هذا شيخ ليس بالمشهور، فقد انفرد عنه أبو هنيدة البراء بن نوفل ومالك بن عمير بالرواية. لكن وثقه ابن معين كما في الجرح والتعديل [٩/ ٤٣]، وذكره ابن حبان في الثقات [٥/ ٤٩٧]، وأخرج له هذا الحديث في "صحيحه" ووصفه بالغرابة، وكذا أخرجه له أبو عوانة في "مستخرجه على صحيح مسلم" ومثله الضياء في "الأحاديث المختارة" فالرجل صدوق إن شاء الله.
ثم جاء ابن الجوزى وأورد هذا الحديث في "العلل المتناهية" [٢/ ٩٢٠ - ٩٢٢]، ثم قال: "والان مجهول لا يعرف! قال أبو حاتم الرازى: والان مجهول".
قلتُ: هكذا يكون التخليط! فإن "والان" الذي جهَّله أبو حاتم الرازى إنما هو "والان أبو عروة المرادى". أما: "والان العدوى" فلم يتكلم فيه أبو حاتم بشئ قط! راجع "الجرح والتعديل" [٩/ ٤٣]. وابن الجوزى: كثير الأوهام والتخليط في أسماء الرجال والنقَلَة. والبراء بن نوفل: روى عنه جماعة من الثقات ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". فهو صدوق أيضًا. وأبو نعامة العدوى: ثقة صدوق اختلط قبل موته. وقد خولف أبو نعامة في إسناده، خالفه: سعيد الجريرى فرواه عن أبى هنيدة بإسناده عن حذيفة به نحوه مرفوعًا. . . ولم يذكر فيه أبا بكر، هكذا ذكره الدارقطنى في "علله" [١/ ١٩٥]. وهذا وهم من الجريرى دون تردد، واختلاط الجريرى مما سارتْ به الركبان، ولم يذكر لنا الدارقطنى مَنْ رواه عنه! وقد قال الدارقطنى في ختام كلامه: "ووالان غير مشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت". فكأنه يُعله بـ: "والان"! وقد مضى أنه شيخ صدوق على التحقيق. وقد نقل ابن حبان عاقب روايته عن ابن راهويه أنه قال: "هذا من أشرف الحديث". ولأكثر فقرات الحديث: شواهد ثابتة.

<<  <  ج: ص:  >  >>