ثم جاء ابن الجوزى وأورد هذا الحديث في "العلل المتناهية" [٢/ ٩٢٠ - ٩٢٢]، ثم قال: "والان مجهول لا يعرف! قال أبو حاتم الرازى: والان مجهول". قلتُ: هكذا يكون التخليط! فإن "والان" الذي جهَّله أبو حاتم الرازى إنما هو "والان أبو عروة المرادى". أما: "والان العدوى" فلم يتكلم فيه أبو حاتم بشئ قط! راجع "الجرح والتعديل" [٩/ ٤٣]. وابن الجوزى: كثير الأوهام والتخليط في أسماء الرجال والنقَلَة. والبراء بن نوفل: روى عنه جماعة من الثقات ووثقه ابن معين، وذكره ابن حبان في "الثقات". فهو صدوق أيضًا. وأبو نعامة العدوى: ثقة صدوق اختلط قبل موته. وقد خولف أبو نعامة في إسناده، خالفه: سعيد الجريرى فرواه عن أبى هنيدة بإسناده عن حذيفة به نحوه مرفوعًا. . . ولم يذكر فيه أبا بكر، هكذا ذكره الدارقطنى في "علله" [١/ ١٩٥]. وهذا وهم من الجريرى دون تردد، واختلاط الجريرى مما سارتْ به الركبان، ولم يذكر لنا الدارقطنى مَنْ رواه عنه! وقد قال الدارقطنى في ختام كلامه: "ووالان غير مشهور إلا في هذا الحديث، والحديث غير ثابت". فكأنه يُعله بـ: "والان"! وقد مضى أنه شيخ صدوق على التحقيق. وقد نقل ابن حبان عاقب روايته عن ابن راهويه أنه قال: "هذا من أشرف الحديث". ولأكثر فقرات الحديث: شواهد ثابتة.