للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يومًا وفى يده منها واحدةٌ، فرأى نخامات في قبلة المسجد فحتَّهن به حتى أنقاهن، ثم أقبل على الناس مغضبًا، فقال: "أَيُحِبُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَسْتَقْبِلَهُ الرَّجُلُ فَيَبْصُقَ فِي وَجْهِهِ؟ إِنَّ أَحَدَكمْ إِذَا قَامَ إلَى الصَّلاةِ فَإِنَّمَا يَسْتَقْبِل رَبَّهُ، وَالمْلَكُ عَنْ يَمِينِهِ، فَلا يَبْصُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ وَلا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، فَإِن عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَتْفِلْ هَكَذَا"، وتفل يحيى في ثوبه، ورد بعضه على بعضٍ.

٩٩٤ - حدّثنا أبو خيثمة، حدثنا يحيى، عن ابن عجلان، أخبرنا عياضٌ، عن أبى سعيدٍ، أن رجلًا دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فدعاه فأمره أن يصلى ركعتين، ثم دخل المسجد ثانيةً، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فدعاه فأمره أن يصلى ركعتين، ثم قال: "تَصَدَّقُوا"، فتصدقوا، فأعطاه ثوبين مما تصدقوا، ثم قال: "تَصَدَّقُوا"،


= قلتُ: وهذا إسناد قوى مستقيم. وابن عجلان ثقة إمام فقيه عالم. ما فيه شئ إلا أن حديث المقبرى وولده عن أبى هريرة قد اختلط عليه، وليس في هذا ما يضعف الرجل من أجله، كما شرحه ابن حبان في "الثقات" [٧/ ٣٨٦، ٣٨٧]، ومن رماه بسوء الحفظ مطلقًا، فقد أفرط في حقه، وقد درج جماعة من المتأخرين وأكثر أصحابنا على تحسين حديث ابن عجلان فقط، ولا يرفعونه إلى رتبة الصحيح إلا إذا توبع عليه، أو جاء ما يشهد له.
وهذا كله قصور مبنى على قلة الاطلاع على ترجمة الرجل المبثوثة في بطون الدفاتر، وكذا مع ضعف المعرفة بإطلاقات النقاد وأحكامهم في الرواة والنقلة، فاعرف هذا يا رعاك الله.
وقد رواه بعضهم عن الثورى عن ابن عجلان فوهم فيه على الثورى، فقال: عن سفيان عن ابن عجلان عن نافع عن أبى سعيد به .... ، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٢٩٠]، ثم قال: "وهو وهْم، والصواب حديث عياض عن أبى سعيد ... ". ثم أخرجه من هذا الطريق، وهو المحفوظ.
٩٩٤ - صحيح: أخرجه الترمذى [٥١١]- وعنده مختصر - والنسائى [٢٥٣٦]، والحميدى [٧٤١]، وعنه الحاكم [١/ ٤٢٢]، وابن خزيمة [رقم ١٧٩٩]، والبيهقى [رقم ٧٥٦٧]، وابن حبان [٢٥٠٥]، وأحمد [٣/ ٢٥]، وغيرهم، من طريق ابن عجلان عن عياض عن أبى سعيد به ...
قلتُ: وهذا إسناد قوى. وقد مضى أن ابن عجلان ثقة مأمون.

<<  <  ج: ص:  >  >>