قلتُ: وهذا إسناد صحيح إلى سعيد. وابن المؤمل وصفه الذهبى في "السير" [١٦/ ٢٣]، بالإمام ورئيس نيسابور، ثم ترجم له والفضل بن محمد هو الشعرانى الحافظ المشهور، ترجمه الذهبى في "السير" أيضًا [١٣/ ٣١٧]، وسعيد بن منصور إمام حافظ متقن. وكذا من رواه عن خلف ثقات أيضًا، فالظاهر: أن هذا الاختلاف هو من خلف نفسه، فهو قد اختلط وساء حفظه قبل موته، حتى اضطرب عليه حديثه وكثرت الأوهام فيه، لكنه لم ينفرد به على الوجه الموصول: بل تابعه الثورى عند الطبراني في "الأوسط" [١/ رقم ٤٨٦]، من طريق ابن أبى عمر عن عبد الرزاق عن الثورى به .... ثم قال الطبراني: "لم يرفعه عن سفيان إلا عبد الرزاق". قلتُ: قد اختلف على عبد الرزاق في سنده، فرواه عنه ابن أبى عمر كما مضى. وخالفه إسحاق الدبرى في حديثه عن عبد الرزاق [١٧٣/ ٢ - ١٧٤/ ١]، كما في "الصحيحة" [٤/ ٢٢]، وكذا في "مصنف عبد الرزاق" [٨٨٢٦]، فرواه عن عبد الرزاق فقال: عن سفيان الثورى عن العلاء بن المسيب عن أبيه أو عن رجل عن أبى سعيد الخدرى قال: يقول الرب - تبارك وتعالى - إن عبدًا وسعتُ عليه ... ثم ذكره، هكذا شك في إسناده ولم يذكر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -. ثم جاء الثقة المأمون محمد بن رافع النيسابورى وخالف الدبرى وابن أبى عمر في عبد الرزاق، فرواه عنه فقال: عن الثورى عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبى سعيد به موقوفًا عليه، هكذا ذكره البيهقى في "الشعب" [٣/ ٤٨٣/ عقب رقم ٤١٣٣]، وقد خولف عبد الرزاق في سنده، فرواه بعضهم عن الثورى فقال: عن العلاء بن المسيب به ... ، ولم يذكر في أحدًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٣١٠]. ثم جاء محمد بن الفضيل وخالف الكل في العلاء، فرواه عن العلاء فقال: عن أبيه عن يونس بن خباب عن أبى سعيد بن مرفوعًا .. ، فزاد فيه (يونس بن خباب) هكذا أخرجه الخطيب في "تاريخه" [٨/ ٣١٨]، والبيهقى في "الشعب" [٣/ ٤١٣٢]، وأبو بكر الأنبارى في "الأمالى" [١٠/ ٢]، كما في "الصحيحة" [٤/ ٢٢]، ويونس بن خباب ساقط سافل نذْل، كان يقع في عثمان بن عفان ويخوض في عرضه، وقد أسقطه النقاد فسقط على أم رأسه، قال عنه الحاكم الكبير: "تركه يحيى وعبد الرحمن، وأحسنا في ذلك؛ لأنه كان يشتم عثمان، ومن سب أحدًا من الصحابة فهو أهل أن لا يُروى عنه". =