وقد اخْتُلِفَ فيه على ابن فضيل، فرواه عنه جماعة على الوجه الماضى. وخالفهم أحمد بن عمران الأخنسى، فرواه عنه فقال: عن العلاء بن المسيب عن يونس بن خباب عن مجاهد عن أبى سعيد، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٣١٠]، وخولف والد العلاء بن المسيب في إسناده الماضى، خالفه المسعودى، فرواه عن يونس بن خباب فقال: عن رجل عن خباب بن الأرت به مرفوعًا ... هكذا أخرجه المؤلف في "مسنده الكبير" كما في "المطالب" [رقم ١١٨٨]، والمسعودى مختلط مشهور. وقد رواه عنه أبوسعيد مولى بنى هاشم وهو ممن سمع منه بعد أن سال لعابه من شدة الاختلاط، وقال الدارقطنى في "علله" [١١/ ٣١١]، بعد أن ذكر طرفًا من الاختلاف في سنده على تلك الألوان الماضية: "لا يصح منها شئ". قلتُ: وهو كما قال. وليس فيه طريق إلا وهو مخدوش كما رأيت، والوجه الأول معلول أيضًا يكون المسيب بن رافع لم يصح له سماع من أبى سعيد. ثم جاء صدقة بن يزيد الخرسانى وروى هذا الحديث فاشتبه عليه - من ضعفه وسوء حفظه - وأدخل إسنادًا في إسناد، فقال: حدثنا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة به مرفوعًا، هكذا أخرجه العقيلى في "الضعفاء" [٢/ ٢٠٦]، وابن عدى في "الكامل" [٤/ ٧٨]، والبيهقى في "سننه" [١٠١٧٣]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٤/ ٣٨]، والواحدى في "الوسيط" [١/ ١٢٥/ ٢]، وغيرهم من طريق الوليد بن مسلم عن صدقة بن يزيد به ... قلتُ: علقه البخارى في "تاريخه" [٤/ ٢٩٥]، إشارة، ثم قال: "منكر". وأفصح الحافظ ابن عدى عن علته فقال في "الكامل" [٤/ ٧٨]: (هذا عن العلاء منكر كما قاله البخارى، ولا أعلم يرويه عن العلاء غير صدقة، وإنما يروى هذا خلف بن خليفة وهو مشهور، وروى عن الثورى أيضًا عن العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبى سعيد الخدرى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلعل صدقة هذا سمع بذكر العلاء فظن أنه العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة، وكان هذا الطريق أسهل عليه - يعنى: لكونه سلوكًا للجادة - وإنما هو العلاء بن المسيب عن أبيه عن أبى سعيد .... ". قلتُ: والقول ما قاله هذا الإمام دون خصام. وصدقة هذا يجوز عليه مثل تلك الأمور =