قلتُ: وهذا إسناد عقيم، قيس بن الربيع قد أفسده ولده، والغالب على حديثه الضعف كما شرحناه في "المحارب الكفيل"، وعبد الله بن أبى صالح وثقه ابن معين والعجلى والساجى والأزدى لكن قال الأخير: "روى عن أبيه ما لم يتابع عليه" وقال البخارى: "منكر الحديث" وقال ابن المدينى: "ليس بشئ" فمثله لا يحتمل التفرد إن شاء الله. والحديث ضعيف من أيِّ الوجوه أتيته. • تنبيه: قد وقع لجماعة ممن تكلموا على هذا الحديث أوهام في العزو والتخريج وأصول هذا الفن، منهم المناوى في "فيض القدير" [٢/ ٣١٠]، فقد تخبط جدًّا في الكلام عليه، وكذا رأيت في كلام بعض المعاصرين، وشرح ذلك هنا يطول. وكذا وقع للإمام في "الصحيحة" [٤/ ٢٢] بعض الأوهام أيضًا، منها أنه عزاه من طريق خلف بن خليفة بالأسناد الأول إلى البيهقى في "سننه" [٥/ ٢٦٢]، وليس عنده هكذا، وكذا اشتبهت عليه رواية الدبرى عن عبد الرزاق، فظنها مرفوعة، والصواب غير ذلك كما مضى شرحه سابقًا. غفر الله للجميع، وسامحنا معهم. ١٠٣٢ - قوى لغيره: أخرجه البزار [١٨٩٢]، وابن أبى شيبة في "مسنده" كما في "المطالب" [رقم ٢٩٢١]، من طريق بكر بن عبد الرحمن عن عيسى بن المختار عن ابن أبى ليلى عن عطية العوفى عن أبى سعيد الخدرى به ... قلتُ: هذا إسناد ضعيف، عطية العوفى مضى الكلام عليه مرارًا. وابن أبى ليلى هو عبد الرحمن سيئ الحفظ مع فقهه وعلمه وجلالته. وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة منهم يعلى بن مرة والأشعث بن قيس والأسود بن خلف وخولة بنت حكيم وغيرهم. ولا يصح في هذا الباب شئ، لكن طرقه إذا تعاضدت تماسكت ونهضت بمجموعها إلى مرتبة الحسن إن شاء الله. وقد صحَّح بعضها جماعة من الحفاظ، وقد استوفينا الكلام عليها في كتابنا "آمال المستغيث".