قلتُ: هذا إسناد ضعيف، ابن لهيعة ضعيف منذ القدم، لكنه لم ينفرد به، بل تابعه حيوة بن شريح - الثقة المأمون - عند ابن حبان [٢٧٧١]، وفى "الثقات" [٦/ ١٠٠]، وعند المؤلف [برقم ١٠٤٤]- وهو الآتى - بإسناد صحيح إلى حيوة. وفى لفظه اختلاف بسيط، وليس فيه "وتصدق" لكنه صحيح بالشواهد التى ستأتى الإشارة إليها بعد قليل. والحديث إسناده حسن موصول. بشير الخولانى وثقه أبو زرعة وغيره، والوليد بن قيس هو المصرى، روى عنه جماعة من الثقات ووثقه ابن حبان والعجلى فهو صدوق حسن الحديث. ولكن أعله حسين الأسد في تعليقه بعلة عجيبة، فقال الرجل: "رجاله ثقات، واتصاله متوقف على سماع الوليد بن قيس من أبى سعيد الخدرى". قلتُ: ليس العجب في أن يكون هذا الأسد غير مسبوق بغمز سماع الوليد من أبى سعيد، وإنما العجب من أن يكون الوليد قد صرَّح بسماعه هذا الحديث من أبى سعيد أمام عينى الأسد، ثم لا يراه ويقول ما قال، فأيش هذه الغفلة؟! وللحديث شواهد عن جماعة من الصحابة: منهم أبو هريرة عند البيهقى في "فضائل الأوقات" [رقم ٢٨٤]، وفى "الشعب" [٣/ رقم ٣٨٦٤]، وفيه جملة التصدق، وليس فيه (العتق) لكن سنده ضعيف. وله شاهد عن أبى أمامة مرفوعًا مثله مع زيادة: "وشهد نكاحًا" وليس فيه جملة العتق ولا التصدق، أخرجه الطبراني في "الكبير" [٨/ ٨٤٨٤]، و "الأوسط" [٣/ ٢٣٤٨]، وفى "مسند الشاميين" [٢/ ١٠٥٠]، وسنده ضعيف أيضًا. يرويه محمد بن حفص الوصابى عن محمد بن حمير عن حريز بن عثمان عن خالد بن معدان عن أبى أمامة به ... ورجاله ثقات سوى الوصابى فقد ضعفه بعضهم ووثقه ابن جان. راجع "اللسان" [٥/ ١٤٦]. =