للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٠٤٧ - حدّثنا صالح بن حاتم بن وردان، حدثنا معتمر بن سليمان، قال: سمعت أبى يحدث، عن قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبى سعيد، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كَانَ رَجُلٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ لَمْ يَبْتَئِرْ عِنْدَ اللهِ خَيْرًا قَطُّ - قَالَ: فَسَّرَهُ قَتَادَةُ: لَمْ يَدَّخِرْ عنْدَ الله خَيْرًا قَطُّ - قَالَ لِبَنِيهِ عِنْدَ المْوْتِ: أَىْ بَنِىَ، أَيُّ أَبٍ كُنْتُ لَكُمْ؟ قَالُوا: خَيْرَ أَبٍ، قًالَ: فَإِذَا مُتُّ فَاحْرِقُونِى، أَوْ قَالَ: فَاسْحَقُونِى، أَوْ قَالَ: انْتَهِكونِى، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ رِيحٍ عَاصِفٍ فَذَرُّونِى، قَالَ: فَمَاتَ فَفُعِلَ بِهِ ذَلِكَ، فَقَالَ الله: كُنْ، فَكَانَ كَأَسْرَع مِنْ طَرْفَةِ الْعيْنِ، فَقَالَ اللهُ: أَىْ عَبْدِ: مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا فَعَلْتَ؟ قَالَ: مَخَافَتُكَ أَىْ رَبِّ، قَالَ: فَمَا تَلافَاهُ أَنْ غَفَرَ لَهُ".


= وكم مرة قلنا: بأن أهدى سيبل للحكم على الراوى إنما هو سبر حديثه واستقراء مروياته وعرْض ذلك على أحاديث الثقات، ومن نظر في جملة من أحاديث دراج - وسيأتى بعضها - تبين له ضعف الرجل إن شاء الله. وهذا كله بعيد عن أقوال النقاد فيه، وبعض أصحابنا يقوى شأنه في غير أبى الهيثم، ولهم سلف في هذا.
والحق أنه ضعيف منكر الحديث، وفى حديثه عن أبى الهيثم وغيره مناكير كثيرة. فانظر من مناكيره في روايته عن غير أبى الهيثم: "الضعيفة" [رقم ١٧٧٩]، و [رقم ٢٥٤].
أما مناكيره في روايته عن أبى الهيثم: فحدث ولا حرج، وسيأتى جملة منها قريبًا. ولما ضاق الدارقطنى بتلك المناكير ذرعًا، لم يسعه إلا أن يسقط دراجًا من دائرة الاعتبار فضلًا عن الاحتجاج، فقال عنه: "متروك" كما في "سؤالات البرقانى له" [ص ٢٨/ رقم ١٤٢]، وقبل ذلك كان يضعفه فقط كما في "سؤالات الحاكم له" [ص ١٧٠/ رقم ٢٦١]، لكنْ للصبر حدود، وقد جعل الله لكل شئ قدرًا.
وهذا الحديث قد ذكره ابن عدى مع جملة أخرى من مناكير دراج في "الكامل" [٣/ ١١٤]، والله المستعان.
١٠٤٧ - صحيح: أخرجه البخارى [٣٢٩١]، ومسلم [٢٧٥٧]، وأحمد [٣/ ٦٩]، وابن حبان [٦٤٩]، والطبرانى في "الكبير" [٦/ رقم ٦١٢٢]، وجماعة من طرق عن قتادة عن عقبة بن عبد الغافر عن أبى سعيد به مطولًا. وقد مضى الإشارة إلى هذا الطريق [برقم ١٠٠١].

<<  <  ج: ص:  >  >>