هكذا أخرجه عبد الرزاق [٢٠٦٢٦]، وعنه أحمد [٣/ ٩٤]، وعبد بن حميد في "المنتخب" [٩٦٠]، وكذا أحمد في "الزهد" [رقم ٣٤٢]، ومعمر ثقة متقن. لكن يظهر لى أنه ما حفظه. نعم هو فوق هشام بن سعد إلى يوم القيامة، ومَنْ هشام حتى يزاحم معمرًا في طريق! لكن الإنصاف حلو المذاق، وقد مضى أن أبا داود قال عن هشام: "هو أثبت الناس في زيد بن أسلم" كما في "تهذيب المزى" [٣٠/ ٢٠٨]، وقد يحتمل أن يكون معمر حفظه عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبى سعيد به ... ثم لمَّا حدَّث به نسى من سنده اسم شيخ زيد، فصار يرويه عن زيد عن رجل عن أبى سعيد به ... أما هشام فهو قد حفظ الإسناد عن زيد عن عطاء. فتكون رواية هشام مفسرة ومبيِّنة لرواية معمر وليست مخالفة لها، فهذا قريب إن شاء الله. لكن موسى بن عبيدة الربذى يأبى في هذا الحديث إلا أن يرويه عن زيد عن أبى سعيد به مختصرًا ... ولا يذكر بين زيد وأبى سعيد أحدًا ولو مبهمًا، فهكذا أخرجه ابن سعد في "الطبقات" [٢/ ٢٠٨]، ولكن مَنْ موسى بن عبيدة حتى يقبل منه هذا؟! أليس هو الذي ضعفه النقاد بخط عريض حتى تركه جماعة منهم؟! فلْيروه عن زيد كما يشاء. وللحديث شواهد ببعض فقراته فقط. وهو حسن بهذا السياق. ١٠٤٦ - منكر: أخرجه أحمد [٣/ ٦٨]، والبيهقى في "الشعب" [١/ رقم ٥٣٥]، والطبرانى في "الدعاء" [رقم ١٨٨٨]، وابن عدى في "الكامل" [٣/ ١١٤]، والخطيب في "الفقيه والمتفقه" [رقم ٩٥٦]، من طريقين عن دراج أبى السمح عن أبى الهيثم عن أبى سعيد به. قلتُ: هذا إسناد منكر، وأبو السمح إلى الضعف أقرب منه إلى غيره. وفى روايته عن أبى الهيثم من المناكير ما لا يخفى على الناقد، والذى يطالع ترجمته من "كامل ابن عدى" [٣/ ١١٢]، يدرك أن الرجل سيئ الحفظ مطلقًا، لاسيما عن أبى الهيثم الثقة المعروف. =