قلتُ: هذا إسناد حسن مقبول. وابن إسحاق صرح بالسماع كما ترى في إسناد أحمد. لكنه شك في شيخ ابن قسيط، هل هو (عطاء بن يسار) أو أخوه (سليمان بن يسار)؟، وهو شك غير ضار لكون الأخوين ثقتين إمامين. وقد جزم ابن إسحاق بكونه (عطاء بن يسار) عند المؤلف. ويبدو أنه لم يكن يحفظه كما سمعه، فشك فيه، فتارة سماه (عطاء) وتارة تردد، وتارة توقف في تعيين أحدهما، كما أخرجه ابن شبة في "تاريخ المدينة" [٢/ ٦٥٧٧]، من طريق محمد بن حميد عن إبراهيم بن المختار عن ابن إسحاق قال: عن يزيد بن عبد الله بن قسيط عن ابن يسار، عن أبى سعيد به ... هكذا عنده (ابن يسار) على الإبهام، وأنا أستبعد أن يكون هذا الاضطراب في تعيين شيخ ابن قسيط إنما هو منه نفسه، ولكن هذا شئٌ عهدناه من إمام المغازى والسير، وللحديث بطرفيه شواهد ثابتة. فيشهد لشطره الأول عن ليلة القدر: ما يأتى عن أبى سعيد مرفوعًا [١٠٧٦]، و [١١٥٨]، ويشهد لشطره الأخير: حديث ابن عمر الآتى [برقم ٥٦٥٧]، وابن عباس [٥٨٩٤]، وغيرهما. ١٠٦٤ - صحيح: أخرجه مسلم [١٧٢٨]، وأبو داود [١٦٦٣]، وأحمد [٣/ ٣٤]، والبيهقى في "سننه" [٧٥٧١]، وابن حبان [٥٤١٩]، وابن بشر في "الأمالى" [٢/ رقم ٦٥٢]، والطبرانى في "مكارم الأخلاق" [رقم ٩٧]، وغيرهم من طرق عن أبى الأشهب عن أبى نضرة عن أبى سعيد به.