وأحمد وابن خزيمة وابن الجارود، ولأبي عوانة بلفظ:(ستة عشر)، وكذا لمسلم والمصنف كما سيأتي إن شاء الله. وعند أحمد بسند صحيح عن ابن عباس وللطبراني والبزار:(سبعة عشر)، وفي ابن ماجه من طريق أبي بكر بن عياش:(ثمانية عشر شهرًا)، وهو سيء وذكر ابن حجر أنه اضطرب فيه: فعند ابن جرير من طريقه: سبعة عشر، وفي رواية: ستة عشر.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(صلينا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -) الضمير في (صلينا) يعود للبراء وقومه، وهم الأنصار ومن كان بالمدينة من المسلمين، وقوله:(مع النبي - صلى الله عليه وسلم -) يعني بعدما قدم المدينة، كما هو مصرح به في بعض الروايات. وقوله:(نحو بيت المقدس) أي مستقبلين جهة بيت المقدس، والإضافة فيه من باب إضافة الموصوف إلى الصفة، كقولهم: مسجد الجامع وصلاة الأولى. وقيل: على تقدير محذوف، أي: بيت المكان المقدس، وجاء على الصفة بلفظ: البيت المقدس. وقوله:(ستة عشر شهرًا) ظرف لقوله: (صلينا) أي مدة ستة عشر أو سبعة عشر، وهذه اللفظة جاءت على الشك في حديث أبي إسحاق في جميع رواياته، إلا في رواية مسلم التي تقدمت الإشارة إليها من طريق أبي الأحوص، ورواية أبي عوانة من طريق عمار بن رُزيق -مصغرًا بتقديم الراء المهملة- ورواية المصنف الآتية من طريق زكرياء بن أبي زائدة وشريك، ولأبي عوانة أيضًا من طريق عمار بن رجاء. فهؤلاء الثلاثة كلهم رووه:(ستة عشر شهرًا) من غير شك عن أبي إسحاق، وكذا رواية أحمد بسند صحيح عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: (ستة عشر)، ورواه الدارقطني عن أبي إسحاق من طريق ابن عباس:(ستة عشر شهرًا)، ولذا رجح النووي هذه الرواية للجزم بها للطبراني عن ابن عباس:(سبعة عشر) وكذا له وللبزار من حديث عمرو بن عوف. قال ابن حجر -رحمه الله-: (والجمع بين الروايات سهل بأن يكون من جزم بستة عشر لفّق من شهر القدوم وشهر التحويل شهرًا وألغى الزائد، ومن جزم بسبعة عشر عدّهما معًا، ومن شك تردد في ذلك. وذلك أن القدوم كان في شهر ربيع الأول بلا خلاف، وكان التحويل في نصف شهر رجب من السنة الثانية على الصحيح، وبه جزم الجمهور ورواه الحاكم بسند صحيح عن ابن عباس، وقال