للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(على راحلته) كما في الرواية السابقة. وقوله: (وهو مقبل من مكة) جملة أيضًا حالية، وهو صريح في كونه يستدبر القبلة في هذه الحالة، وقد تقدم الكلام على ذلك وما يتعلق بالحديث فيه. وزاد هنا قوله: (مقبل) إلى المدينة، و (إلى) عدّي بها الإقبال لأنّ المراد بالإقبال هنا: السير، أي: وهو يسير ووجهه إلى المدينة. قوله: (وفيه) أي في ذلك النوع من الترخيص في الصلاة في السفر على الدابة -كما تقدم- أنزل هذه الآية {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ}، وهذا أحد الأقوال في الآية، والقول الثاني: أن سرية من الصحابة تحيّروا في القبلة فكلهم صلى إلى ما أدّاه إليه اجتهاده، وفي رواية: أن كلًا منهم خط على الجهة التي أصبح عليها، فإذا هم قد صلوا لغير القبلة فنزلت الآية. وعلى هذين القولين؛ فالآية محكمة، وهو الذي عليه الأكثرون، وهذا الحديث يدل عليه. وذكر ابن جرير فيها قولًا ثالثًا بأنها منسوخة، كانت رخصة للنبي - صلى الله عليه وسلم - فنسخت بقوله: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} الآية. وقوله: {أينما} كلمة أينما اسم استفهام مضمّن معنى الشرط يستفهم به عن المكان، والفاء في {فَثَمَّ} واقعة في جواب الشرط، و (ثمَّ) بفتح الثاء بمعنى: هناك، {وَجْهُ اللهِ} أي: حيثما توجهتم فثمّ وجه الله. وقد ذكر ابن جرير فيها قولًا بأنها نزلت في الدعاء حينما سألوه بعد نزول {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ}، قالوا إلى أي جهة؟ فنزلت: {فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ} والله أعلم.

وقد تقدم ما يتعلق به من الأحكام في الذي قبله.

٤٨٩ - أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ فِي السَّفَرِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ بِهِ. قَالَ مَالِكٌ: قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.

[رواته: ٤]

١ - قتيبة بن سعيد: تقدم ١.

٢ - مالك بن أنس: تقدم ٧.

٣ - عبد الله بن دينار: تقدم ٢٦٠.

٤ - عبد الله بن عمر: تقدم ١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>