بوقت الصلاة. وحديث إمامة جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - رواه ثمانية من الصحابة: جابر بن عبد الله وابن عباس وابن مسعود وأبو هريرة وأبو مسعود وأنس وعمرو بن حزم وأبو سعيد الخدري وابن عمر.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(أن عمر بن العزيز) بفتح الهمزة على تقدير: عن ابن شهاب أخبر بأن عمر بن عبد العزيز أخَّر، ويجوز الكسر على تقدير القول: أي قال: إن عمر إلخ. وعمر بن عبد العزيز بن مروان الخليفة العادل، كان قد ولي المدينة أميرًا عليها من قبل ابن عمه الوليد بن عبد الملك بن مروان، ولاه عليها سنة ٨٧ وعزله عنها سنة ٩٣ بإشارة الحجاج بذلك -قبحه الله- وهذه القصة حصلت في ذلك الحين لأنّ ولاة بني أمية كانوا يؤخرون الصلاة، حتى ولي عمر المذكور الخلافة -وذلك بعد هذه القصة في سنة ٩٩ بعد موت سليمان- فأحيا السنة وردَّ الصلاة إلى مواقيتها الشرعية. وقوله:(أخر العصر شيئًا) أي تأخيرًا كأنه يقلله، لعله عن أول الوقت، وهذه الرواية وإحدى روايات البخاري وما شاكلهما بيَّنت الإبهام في عين الصلاة، كما في الروايات الأخر بلفظ: أخر الصلاة، فبينت هذه أنها صلاة العصر، ودل أيضًا قوله:(شيئًا) على أن التأخير ليس بكثير. و (شيئًا) منصوب على الظرفية لأنّ المراد به وقتًا قليلًا، وهو يدل على أن السنة فعلها في أول وقتها كما سيأتي بيانه. (فقال له عروة) الفاء سببية، وعروة هو ابن الزبير التابعي المدني أحد فقهاء المدينة، وكانوا أهل مجلس عمر بن عبد العزيز ومشورته، وقوله له:(أما إن جبريل) أي قال عروة: فعل عمر ذلك، (أما) بالفتح والتخفيف أداة استفتاح بمثابة ألا، وهي تفيد تنبيه المخاطب ليتيقظ لما يلقى إليه من الكلام. (أن جبريل -عليه السلام- قد نزل فصلى) ذكر عروة ذلك بطريق الجزم والتوكيد، لأنه قد ثبت عنده ثبوتًا صحيحًا أي: على النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبيّنت رواية الإسراء عند ابن إسحاق أن نزوله كان صبيحة الإسراء عند زوال الشمس ووجوب صلاة الظهر؛ مبينًا للأوقات ومعلمًا لكيفية الصلاة من جديد. وقوله:(فصلى) أي صلاة الظهر، ولهذا كانوا يسمونها الأولى لأنها أُولى في بيان جبريل وإمامته له - صلى الله عليه وسلم -. وقوله:(إمام) يروى بالكسر، من: أمّه إذا صلى به، وأمام بالفتح بمعنى قدامه، وهذه الرواية مختصرة وفتح