(الفطرة) من الفطر: وهو الشق والانفطار، ومنه قوله تعالى:{إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} والفطور: الشقوق، قال تعالى:{هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ} وفطرت الشيء وفطرته: شققته، قال الشاعر -وينسب لعبيد الله بن عبد الله بن عتبة:
شققت القلب ثم ذررت فيه ... هواك فليم فالتأم الفطور
وقيل للطري الكبار من الكمأة فطورًا -واحدها فطرة-: لانشقاق الأرض عنه، وفطر الله الخلق: خلقهم، والفطرة: الخُلُقْ، قال الشاعر:
هوَّن عليك فقد نال الغنى رجل ... بفطرة الكلب لا بالدين والحسب
والتفاطير: البثور في الوجه، ويقال بالنون قال الشاعر:
نفاطير الجنون بوجه سلمى ... قديمًا لا نفاطير الشباب
واحدها نفطورة، والفطرة أيضًا: الدين وما فطر الله عليه الناس من المعرفة، وهي أيضًا: ما خلق الله عليه الولد في بطن أمه من شقاوة أو سعادة، وبه فسّر قوله تعالى:{فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا}. قلت: ويحتمل أنها في الآية: ما يولدون عليه من أصل العهد الذي أخذ عليهم في قوله تعالى: {أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ}، ويؤيد ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه" الحديث، أو: سلامتهم من أي دين، فهم في أصل الخلقة قابلون لما يلقى عليهم أولًا، وتفسيرها هنا بالدين أو السنة أو هما معًا أولى، لما في بعض الروايات: خمس خصال أو عشر خصال من سنن المرسلين، فتحصل من هذا أن الفطرة في الأصل: الخلقة والجبلة، والتخليق يستلزم الشق كما أن خلق الإنسان يتضمن اختراعه، فهذه معاني المادة، وتفسر بالدين والسنة والتوحيد لله -عز وجل-، والمناسب هنا: إما السنة أو الدين أو العادة التي جبل الناس عليها من توحيد الله، أو مما يستحسن من عمل المرسلين. وقوله:(خمس) خبر المبتدأ الذي هو الفطرة، وظاهره حصرها في الخمس، وسيأتي بيانه إن شاء الله (والاختتان) افتعال من الختن وهو القطع، اختتن الصبي فهو مختتن إذا قطعت جلدة ذكره وهي القلفة، والفعل: الختان، وكذا الجارية إذا قطع طرف اللحمة التي في أعلى الفرج، والختان: اسم لموضع القطع، كما سيأتي من قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل". والاختتان للذكر