للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشمس. وقوله: (ثم صلى العصر) أي صلاة العصر، والعصر: العشي إلى احمرار الشمس، والصلاة مضافة إلى ذلك الوقت. قال الشاعر:

تروح بنايا عمر وقد قصر العصر ... وفي الروحة الأولى الغنيمة والأجر

والعصر مثلثًا: الدهر، وهو كل مدة ممتدة غير محدودة تجمع أممًا، ومن ضمه قول امرئ القيس:

ألا عم صباحًا أيها الطلل البالي ... وهل يعمن من كان في العصر الخالي

أي الدهر، ويطلق العصر على اليوم وعلى الليلة فهما العصران، قال حميد بن ثور -رضي الله عنه -:

ولن يلبث العصران يوم وليلة ... وإذا طلبا أن يدركا ما تيمّما

ويقال: العصران: الغداة والعشي، قال الشاعر:

وأمطله العصرين حتى يملني ... ويرضى بنصف الدين والأنف راغم

أي أعده أول النهار وآخره وأمطله. وقوله: (حين رأى الظل مثله) أي ظل كل شيء مثله، والظل أصله الستر، وكل شيء سترك عن الشمس فهو ظل، وإذا كان في آخر فهو فيء لأنه يرجع من جهة المغرب إلى جهة المشرق، ولا يقال للظل أول النهار: فيء، قال حميد - رضي الله عنه -:

فلا الظل من برد الضحى تستطيعه ... ولا الفيء من برد العشي تذوق

وقوله: (مثله) أي مثل صاحب الظل من الشخوص، ولا يعتبر في ذلك ظل الزوال كما سيأتي إن شاء الله. وقوله: (ثم صلى المغرب) أي صلاة المغرب، سميت بذلك لأنها تفعل عند غروب الشمس ولهذا قال: (حين غربت الشمس). وقوله: (حلّ فطر الصائم) جاء وقت فطره لأنه عند غروب الشمس يحل له الفطر، (ثم صلى العشاء حين ذهب شفق الليل) والعشاء أي صلاة العشاء، سميت كذلك باسم الوقت الذي تُفعل. وشفق الليل: قيل: حمرته وقيل: بياضه، وسيأتي الخلاف في ذلك. وقوله: (ثم جاءه الغد فصلى به الصبح حين أسفر) قوله (الغد) ظرف لـ (جاء) أي في صباح اليوم الذي بعد اليوم الأول، فصلى به الصبح حين أسفر إسفارا قليلًا؛ بمعنى أنه لم يؤخرها إلى قريب من الطلوع بل عند إسفار الوقت في أوله. (ثم صلى به الظهر حين كان الظل مثله) وهو وقت صلاته للعصر في اليوم الأول، و (كان) هنا بمعنى:

<<  <  ج: ص:  >  >>