للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصلاة هو الفراغ منها. قوله: (وداره) أي دار أنس (بجنب المسجد) أي واقعة بجنب، أي في جنب، فالباء بمعنى في أي قريبة من المسجد. والغرض من هذه الجملة بيان أنه لم تكن مسافة بين المسجد ودار أنس، حتى يمضي شيء من الزمن بعد الصلاة قبل أن يصل العلاء إلى الدار، بل وصل إليها بعد الفراغ مباشرة، والمراد بالمسجد مسجد البصرة وقوله: (فلما) الفاء عاطفة، وتقدم الكلام على لمّا في الطهارة وأنها تدل على الشرط، وقوله: (قال) أي أنس (أصليتم العصر) استفهام منه عن الصلاة التي صلّوها، ليبيّن لهم أنهم أخطأوا في التأخير للظهر. وقوله: (إنما انصرفنا الساعة من الظهر) تقدم الكلام على إنما، والمراد بالحصر هنا بيان أنهم لم يصلوا غيرها، و (الساعة) ظرف لـ (انصرفنا)، وهي من الظروف التي تقع على القليل والكثير من الزمن. وقوله: (قال) يعني أنس بن مالك مخاطبًا ومبينًا للحكم في تعجيل صلاة العصر، (فصلوا) فعل أمر حذف منه حرف العلة لإتصاله بضمير الجماعة، وضم اللام لمجانسة الواو، وأصل الفعل معتل بالياء، (العصر) أي صلاة العصر لأن وقتها قد دخل، وقوله: (فقمنا فصلينا) أي امتثالًا لأمره لعلمهم بأنه السنة، والمفعول محذوف للعلم به، أي صلينا العصر كما أمرنا. وقوله: (انصرفنا) أي أتممنا الصلاة وفرغنا منها كما تقدم، (قال) أي أنس مبينًا لهم سوء فعلهم في تأخيرهم الصلاة وخاصة العصر. وقوله: (يقول) تقدم في مثل هذا أن جملة (يقول) تكون في محل الحال، وقوله: (تلك) إشارة إلى الصلاة التي يريد أن يصفها، أي الصلاة على هذا الوجه المذكور لكم، (صلاة المنافق) الذي لا يرجو فيها ثوابًا ولا يخاف على تركها عقابًا، بل يصليها رياء ليسلم من العقوبة في الدنيا، وهذه غاية التنفير من هذه الصفة في الصلاة. وقوله: (جلس) وفي غير هذه الرواية عند مسلم وأبي داود: يجلس، والمعنى واحد لأن المراد الترك فالجلوس ليس مرادًا حقيقة وإنما عبارة عن الترك، لأنه تعبير عن الترك فمن ترك شيئًا فكأنه جلس عنه. وقوله: (يرقب) أي: ينتظر، فيرقب: من المراقبة التي هي انتظار الشيء وتحرّيه، وقوله: (صلاة العصر) مفعول لـ (يرقب)، أي ينتظر بها آخر وقتها الضروري، وقوله: (حتى) غاية لتركه لها إذا كانت -أي الشمس، بمعنى: صارت- جانحة للغروب، وعود الضمير إليها لحضورها في

<<  <  ج: ص:  >  >>