للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومصدرها مجرور بالإضافة إلى الكاف، لأنه بمعنى: مثل، كما ذكرنا. وقوله: (بدد) بمعنى: فرّق، وقوله: (بشيء) الباء يحتمل أنها زائدة لأن المعنى: شيئًا من تبديد، أي فرّقها تفريقًا ليس بالكثير، و (من) بيانية، وقوله: (ثم وضعها) أي على شعر رأسه، وقوله: (فانتهى) الفاء هي الفصيحة لأن التقدير: فأمرها فانتهى، أي وصل، و (أطراف) فاعل (انتهى) ولم يؤنث لأن التأنيث فيه مجازي، وقوله: (ثم ضمها) وفي رواية في الصحيح عند البخاري وغيره: وضعها، ورواية المصنف أوضح فهي تبين المراد من رواية: وضع. وقوله: (يمر بها) الباء للتعدية أي: يمسح بها كذلك أي: على تلك الهيئة المذكورة، وقوله: (حتى مست إبهاماه) تثبّته، وهو الإِصبع الأول من الأصابع و (حتى) غاية للمسح المذكور، وطرف الأذن عادة يكون عنده آخر الشعر، وقوله: (ثم على الصدغ) أي مسح بها على الصدغ: وهو طرف الرأس الموالي للأذن من مقدم الرأس، وقوله: (ناحية الجبين) أي جهته، والجبين: أعلى الوجه، وقوله: (لا يقصر) هي رواية الأكثر أي: لا يبطئ أو لا يتراخى، وفي رواية: لا يعصر، أي لا يعصر عصرًا شديدًا، (ولا يبطش) أي لا يسرع. وقوله: (إلا كذلك) أي: لكن كذلك يسرع يستمر بهما على تلك الحالة المتوسطة. وقوله: (ثم قال) هذا عطف على قوله: خرج، أي خرج على تلك الحالة المذكورة، ثم قال: (لولا أن أشق) تقدم تفسير هذه الجملة في السواك، أي: لولا خوف المشقة تحصل على الأمة لأمرتهم ألا يصلوها -أي بأن لا يصلوها يعني العشاء- إلا هكذا، يعني: في هذا الوقت كما في الرواية الأخرى، لأمرتهم أن يصلوها هذه الساعة، وفي الرواية الأخرى: إنه لوقتها لولا أن أشق على أمتي. وجملة "هو يقول" في محل نصب على الحال.

• الأحكام والفوائد

فيه دليل على فضيلة تأخير العشاء إذا لم يترتب على ذلك مشقة، وفي الروايات الأخر التي فيها زيادة قول عمر: الصلاة، وتأتي بعد هذا في الحديث التالي، وكما في رواية عائشة السابقة: رقد النساء والصبيان؛ دليل على حضور النساء الجماعة وانتظارهم الصلاة في المسجد، ولا ينافي ذلك ما ورد من أن صلاتهم في البيوت أفضل كما تقدم. وفيه: دليل على أن الماء المتقاطر من

<<  <  ج: ص:  >  >>