وقال: لم يسمع من أبيه شيئًا، وقال أبو حاتم: يقال: لم يسمع من أبيه، وذكر الترمذي أنه سأل البخاري عن اسمه فلم يعرفه وقال: هو كثير الغلط. قال الدارقطني: هو أعلم بحديث أبيه من حنيف بن مالك ونظرائه، وذُكر لشعبة عن أبي إسحاق أنه نقل إليه أنه قال: سمعت ابن مسعود يعني أباه فقال شعبة: أوه كان أبو عبيدة ابن سبع سنين -يعني عند موت أبيه- وجعل شعبة يضرب جبهته -أي تعجبا مما ذكر له. قال ابن حجر بعد نقله للحديث في ذلك: وكلام شعبة هذا -الاستدلال بكونه ابن سبع سنين على أنه لم يسمع من أبيه- ليس بقائم. قال: ولكن راوي الحديث -أي الذي فيه أنه سمع أباه- عثمان ضعيف، يعني عثمان البري. اهـ. والله أعلم.
٧ - عبد الله بن مسعود الهذلي - رضي الله عنه -: تقدم ٣٩.
• التخريج
أخرجه أحمد والترمذي وسنده صحيح، إلا أن أبا عبيدة لم يسمع من أبيه عند الأكثرين من الحفاظ، وله شواهد. وأخرجه أبو داود الطيالسي.
• اللغة والمعنى
قوله:(كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحبسنا عن صلاة الظهر) أي كنا معه في مواجهة العدو وذلك في غزوة الخندق، والمراد بقوله:(حبسنا) أي حبسنا وشغلنا ما نحن فيه من جهاد العدو عن الصلاة، حتى فات وقت هذه الصلوات الأربع التي هي الظهر والعصر والمغرب والعشاء عن أول وقتها. وقوله:(فاشتد ذلك عليَّ) أي صعب علي التأخير عن الصلاة حتى فات وقتها، وقوله:(فقلت في نفسي) الفاء سببية (نحن مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) وقوله: (وفي سبيل الله) أي مشغولون بالجهاد في سبيل الله، يحتمل أنه قال ذلك تسلية لنفسه عما وقع فيها من استعظام الحال، ويحتمل أنه قاله استشكالا لحصول ذلك منهم، كما قالوا يوم أحد: كيف يدال علينا المشركون؟ ويكون ذلك من وسوسة الشيطان، والمعنى الأول أظهر. وقوله:(فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلالًا فأقام الصلا فصلى الظهر) الفاء في المواضع الثلاثة في الأول منها عاطفة، وفي قوله:(فأقام) تحتمل العطف وأن تكون من الفصيحة، أي أمره بإقامة الصلاة فأقام، (فصلى) عاطفة، وقوله:(ثم أقام) إلى آخره معطوفات. وهذا لا يعارض حديث