أخرجه مسلم من رواية أبي سلمة أيضًا عن أبي سعيد وهو عند الإِمام أحمد من عدة طرق وأخرجه البغوي في التفسير من طريق الجلودي عند مسلم به وأخرجه الترمذي وأحمد كرواية المصنف عن عمران بن أبي أنس وصححه الترمذي وأخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن حبان في صحيحه وأخرجه البيهقي من طريق حميد بن صخر عن أبي سلمة عن أبي سعيد بلفظ: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(تمارى) أي اختلفا من المماراة وهي الجدال والمنازعة قال تعالى: {فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا} أي لا تجادل والمماراة الشك أو الجدال أو التردد في الأمر مَاْرَاْهُ مماراة ومراء جادله وتمارى فيه شك فيه كامترى ويكون للواحد كما في قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (٥٥)}. قال جميل:
فمن كان في حبي بثينة يمتري ... فبرقاء ذي ضال علي شهيد
ويقال للاثنين إذا اختلفا في الشيء تمارى فلان وفلان وكذا الجماعة تماروا في الأمر قال عباس بن مرداس - رضي الله عنه -:
تماروا بنا في الفجر حتى تبينوا ... مع الفجر فرسانًا قابا مقوما
وأصل الكلمة من مَرَيْتُ الناقة إذا مسحت ضرعها لتدر فتستخرج لبنها ومنه مرت الريح السحاب أخرجت ماءها قالت عاتكة بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
ألا بأبي يوم اللقاء محمدًا ... إذا عض من عون الحروب الغوارب
مرى بالسيوف المرهفات نفوسكم ... كفاحًا كما تمري السحاب الجناب
وقد ورد في بعض روايات أحمد أنهما رجل من بني خدرة ورجل من بني عمرو بن عوف وهكذا عند ابن أبي شيبة من رواية فقال الخدري: هو مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال العوفي: هو مسجد قباء الحديث ولم يذكر اسميهما. وقوله:(في المسجد) تقدم الكلام على «في» في أول حديث في الكتاب وهي هنا ظرفية عدت الفعل القاصر والمسجد مفعل المكان المعد للصلاة فيه وأصله