ضرير البصر) جملة اسمية تحتمل الحالية وهو الظاهر فيها وتحتمل استئناف الخبر بذلك عنه لبيان عذره فهو من باب تقديم ذكر العذر الحامل على هذا الطلب وقوله:(ضرير) فعيل من الضرر أي حصوله والضرير كأمير أي فاقد البصر ويطلق على المهزول مجازًا كإطلاقه على الغيرة وكلما خالطه ضر فهو ضرير ويطلق على حرف الوادي قال أوس بن حجر:
وما خليج من المروت ذو حدب ... يرمي الضرير بخشب الطلح والضال
أي يرمى جانب الوادي ويطلق على الصبر قال جرير:
طرقت سواهم قد أضر بها السرى ... نزحت بأذرعها تنائف زورا
من كل جرشعة الهواجر زادها ... بعد المغاوز جرأة وضريرًا
أي صبرًا والمراد هنا ضعف البصر كما تقدم قريبًا للجمع بين الروايات التي تدل على العمى والتي تدل على نقص البصر دون العمى فهو وإن كان المتبادر منه والأصل العمى المحمول على ضعف البصر المقرب من العمى كما تقدم وقوله:(فصل) الفاء تحتمل السببية وهو الظاهر فيها واحتمال العطف فيها ضعيف وقوله: (في بيتي) أي داري وقوله: (مكانًا) منصوب على الظرفية إما على البدل من الجار والمجرور لأنه في معنى الظرف ويمكن أن يقال فيه منصوب بنزع الخافض وقوله: (اتخذه) بالرفع على الاستئناف ويحتمل أن يكون مجزومًا في جواب الطلب والضمير يعود إلى المكان أي اتخذ ذلك المكان محلًا لصلاتي للتبرك به ومصلى منصوب على أنه مفعول ثان لاتخذ وقوله: (فجاء) الفاء إما سببية أو عاطفة ولم يذكر معمول جاء لظهوره من السياق أي جاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي رواية أنه جاء معه أبو بكر إلى بيت عتبان وفي بعض الروايات أنه جاء يوم السبت لأنه كلمه يوم الجمعة. وقوله:(فقال) أي النبي - صلى الله عليه وسلم - لعتبان (أين تحب أن أصلي لك؟ ) أي من أجل طلبك لأن الصلاة لا تكون لأحد غير الله -عز وجل- وأين اسم استفهام عن المكان وهو من أسماء الشرط وقوله:(أن أصلي) أي الصلاة فيه من بيتك وقوله: (فأشار) أي عتبان وقوله: (إلى مكان من البيت) أي إلى محل مخصوص من بيته (فصلى فيه النبي - صلى الله عليه وسلم -) وفي رواية أنه صف وراءه من حضر في البيت هذا آخر الرواية هنا وبقية القصة ستأتي إن شاء الله. وفيه: إمامة الأعمى كما ترجم له المصنف