للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في العبارة حيث أطلق على الوقوف لإرادة الصلاة كونهم في الصلاة وهم لم يدخلوها لأن المراد استواء الصفوف قبل الإحرام (ويقول) أي لنا في ذلك الحين حثا لهم على الاستواء وقوله: (لا تختلفوا) أي في الصفوف فتختلف قلوبكم الفاء واقعة في جواب النهي وتختلف منصوب بأن مضمرة بعدها وجوبا على حد قول ابن مالك -رحمه الله-:

وبعد فالجواب نهي أو طلب ... محضين أن وسترها حتم وجب

فحذر من الاختلاف وأوعد عليه هذه العقوبة العاجلة وقوله: (ليلني منكم) فيه وجهان في الرواية: كسر اللام الأولى والثانية مع حذف الياء للجازم ونون الوقاية الخفيفة والفعل معرب مجزوم. والثانية: إثبات الياء مفتوحة مع تشديد النون على أنها نون التوكيد الثقيلة.

وهذه رواية من الأصل هنا كما هو مضبوط بالشكل وأصل الفعل من الولي وهو القرب وما فيه ولي فهو لفيف مفروق إذا انبنى منه الأمر صار على حرف واحد لحذف فائه وهي الواو كنظائر من كل مثالي ممثل الفاء على حد قول ابن مالك -رحمه الله- في الخلاصة: فا أمر أمر مضارع إلخ. وتحذف ياؤه للجازم ويبقى وهي اللام والولي القرب قال عبدة بن الطبيب:

تكلفني ليلى وقد شط وليها ... وعادت عواد بيننا وخطوب

(منكم أولو الأحلام والنهى) أي ليكون قريبا مني في الصف الذي يليني والذي يليه أولو أي أصحاب الأحلام جمع حلم بالكسر وهو العقل مجازًا لأنه مسبب عنه وناتج منه ويجمع أيضًا على حلوم قال ابن سيدة هو مما جمع من المصادر يعني أنه عومل معاملة الأسماء قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا} أي عقولهم وقال جرير:

هل من حلوم لأقوام فتنذرهم ... ما جرب الناس من عضى وتضريس

وقال الشاعر:

تحلم عن الأدنين واستبق ودهم ... ولن تستطيع الحلم حتى تحلما

وقال عبد الله بن قيس الرقيات:

فجرب الحزم من الأمور وإن ... حفت حلوم بأهلها حلما

<<  <  ج: ص:  >  >>