للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

البصرية أي أبصرته، وقوله (توضأ) تقدّم أنها جملة حالية أي وقد توضّأ.

وقوله: (نحو) صفة لمصدر محذوف التقدير وضوءًا نحو أي يشبه وضوئي هذا. أي مماثلًا له أو قريبًا منه، قال بعض العلماء: نحو أوسع من التعبير بمثل لأن المشابهة أوسع مدلولًا من المماثلة.

وقوله: (هذا) إشارة إلى الفعل الذي فعله وهم ينظرون إليه، (ثم صلى ركعتين) والتحديد أقل فلو صلى أكثر من ذلك لكان أفضل وهذا هو الغالب على التحديد في النوافل.

وقوله: (لا يحدث نفسه فيهما بشيء غفر له ما تقدّم من ذنبه) لا نافية ويحدث نفسه يجري على خاطره شيء من الفكر في أمور الدنيا لأن اللفظ من باب العام الذي أريد به الخصوص بالحديث في أمور الدنيا، وأما الآخرة فحديث النفس فيها هو الخشوع أو وسيلته العظمى وهو المطلوب هنا. وحديث النفس ما يجري في القلب من الخواطر، يقال: حدّثته نفسه أي فكّر في أمر ما.

قال الشاعر:

إذا حدّثتك النفس أنك قادر ... على ما حوت أيدي الرجال فكذّب

تقدم الكلام على معنى (غفر له) وسيأتي أنه على نوعين الكلام على فوائد الحديث.

و(الذنب) المعصية، وظاهره الإِطلاق، وهو عند الجمهور مقيّد أو مخصوص بحديث ما اجتنبت الكبائر كما سيأتي إن شاء الله.

• الأحكام والفوائد

الحديث فيه دليل على ما ترجم له المصنف من المضمضة والإِستنشاق وهو من الأحاديث المشهورة بين المحدثين والفقهاء في بيان كيفية الوضوء، وفيه: غسل اليدين قبل إدخالهما في الإِناء ولو لغير القائم من النوم، وفيه: البداءة باليمين، وفيه: ترتيب أفعال الوضوء على نظم القرآن، وفيه: التثليث في سائر الأعضاء ماعدا الرأس فإنه لم يذكر فيه التثليث فهو حجة للجمهور ولم يذكر فيه مسح الأذنين.

أما أنه سقط على بعض الرواة أو أنه مسحها مع الرأس فاكتفى بذكر

<<  <  ج: ص:  >  >>